باراك وأصدقاؤه.. خطوات على طريق الحرب أم العجز!
فيما كرر مجرم الحرب الإسرائيلي أيهود باراك خلال لقاءاته بالمسؤولين الأمريكيين في واشنطن، بمن فيهم تشيني ورايس وغيتس، دعوات تل أبيب «للإبقاء على كل الخيارات» في التعامل مع إيران مع «وجوب تشديد العقوبات المالية والاقتصادية عليها»، كانت تستمر على أرض الواقع التحركات التي توحي بالاستعداد لحرب ما في المنطقة، تجاوباً مع المنحى الإسرائيلي ورغبات الإدارة الأمريكية في إشعال العالم كله إن اقتضى الأمر للخروج من أزمتها العالقة.
فقد «وافق» وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس على دراسة مسألة نشر رادار مضاد للصواريخ في «إسرائيل»، في مسعى لمساعدة ربيبة الولايات المتحدة لإنشاء قدرة دفاعية عالية مضادة للصواريخ تكفل حمايتها من كل أنواع التهديدات في المنطقة، القريبة منها والبعيدة. كما وافق على دراسة تقاسم المعلومات مع الاحتلال حول الإنذارات عن الصواريخ فور إطلاقها. فضلاً عن مناقشته لموضوع التمويل الأميركي لمشاريع إسرائيلية مكلفة بغية التصدي للصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون، على أن يقوم الأمريكيون بتركيز المنظومة الأرضية في الأراضي المحتلة مقابل قيام الإسرائيليين بإضافة ما يرونه مناسباً عليها في وقت لاحق.
وزامن ذلك كله إعلان مصادر من هيئة قناة السويس أن زورقين إسرائيليين قاذفين للصواريخ ومدمرة أميركية «عبرت قناة السويس ضمن قافلة الشمال الآتية من بورسعيد عند المدخل الشمالي للقناة في طريقها إلى ميناء حيفا». ولم تفصح المصادر عن الجهة التي قدمت منها القطع الحربية الثلاث. وكانت غواصة نووية أميركية ترافقها مدمرة وسفينة إمداد قد عبرت القناة قبل أسبوع من ذلك.
وعليه فإن اللوحة العسكرية الجديدة الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة، تبدو اكثر انسجاماً مع هواجس ومزاعم الكيان الصهيوني المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، والتي تتصاعد يوماً بعد يوم ما يجعل المفاوضات الأمريكية الإيرانية الجارية في خانة إضاعة الوقت ريثما تكتمل أسباب الفعل الحربي أو إعلان العجز صراحة، ما سيشكل تراجعاً آخر للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.