أحمد سعدات من الأسر: المفاوضات ليست خيارنا..
أكد الرفيق أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من داخل السجون الصهيونية، أن «(إسرائيل) كتجسيد مادي للفكر الصهيوني الذي لم يكن وجوده ونشأته مرتبطا بولادة طبيعية لسياق تطور إنساني ليهود العالم، واقترن تاريخياً مع تحول رأسمالية المنافسة الحرة إلى الرأسمالية الاحتكارية الدولية الامبريالية،
ولعب دوراً تخريبياً داخل الحركة الثورية الديمقراطية والاشتراكية العالمية، وخاصة في أوروبا الشرقية، التي كانت شعوبها تعيش مخاض التحول الديمقراطي بأفق اشتراكي إنساني، وحملته الحركة الصهيونية وجيّشت من خلالها يهود العالم لاحتلال فلسطين وفق فرضيتهم أرض بلا شعب، ومارست التطهير العرقي بحق سكانها الأصليين لتحويل هذه الفرضية إلى واقع، هذا الكيان لا يملك مقومات القدرة على نزع فتيل الصراع وصهر مكوناته وإعادة إنتاج ثقافة جديدة ترتكز على عراقة وعناصر قوة مكوناته الحضارية والثقافية وامتلاك مصادر القوة والقدرة على البقاء، فمصادر قوة إسرائيل ترتكز على تفوق الامبريالية ونظامها الدولي والتي تضاعفت في مرحلة العولمة الامبريالية الجديدة»..
كلام سعدات جاء في مقال كتبه على هامش الذكرى الستين للنكبة، مبيناً فيه أنه «لم تعد المفاوضات خياراً يحمل في طياته اجتهادات متباينة قد يحمل بعضها تفاؤلاً، فقد جرب هذا المسار على مدار أكثر من سبعة عشر عاماً منذ انطلاقتها في مدريد عام 1991 وحتى اليوم والنتائج التي حصدها شعبنا تكاد تكون صفراً أو أقل..، فيما استطاعت إسرائيل أن تحدث اختراقات جوهرية أسقطت لدى البعض ثوابت القضية التاريخية وعومت ما تبقى من ثوابت وطنية.. إضافة إلى العديد من المؤشرات التي تشكك بتمسك الشريحة المتنفذة في الفريق المفاوض بحق العودة، في الوقت الذي استخدمت إسرائيل المفاوضات كمظلة لتكريس حقائق مشروعها الاستيطاني على الأرض».
وشدد سعدات أن الجماهير الفلسطينية «التي صمدت أمام كل أشكال العدوان والحصار والاعتقال والتجويع لم تعد قادرة على تحمل ما تعززه أزمة الصراع الداخلي الفلسطيني التي تجاوزت وانتهكت كل المحرمات والمقدسات التي كانت بالأمس القريب خطاً أحمر، وإذا كانت قبل أيام من انفجار الفتنة تزف شهداءها بافتخار وتودعهم بالزغاريد، فهي تشعر بالعار والخجل وهي تودع ضحايا الاقتتال الداخلي»، داعياً إلى «تحاور ايجابي يمكن الارتقاء به وتطويره لتوسيع مساحة القواسم المشتركة في إطار مجلس وطني منتخب يمثل كل أطياف شعبنا السياسية والاجتماعية»..
وأكد سعدات أن «امتلاك مقومات الوحدة هي العامل الرئيس لتحقيق الحماية السياسية الفلسطينية للقضية الوطنية».