«يللي بعدها..»..!
قمة عربية جديدة في الدوحة، تليها مباشرة قمة عربية- لاتينية، مثل الإيبيرية- اللاتينية، و«شوباش، ما حدا أحسن من حدا»!
صباح السبت موعد صدور هذا العدد، سيستيقظ المواطن العربي متثائباً على أنباء توافد وزراء الخارجية العرب إلى العاصمة القطرية، لتحضير البيان الختامي للقمة الحادية والعشرين، بينما ستحضر المدفعية القطرية إطلاقها الافتراضي دفعات من 21 طلقة، تحية لزعماء الخيبة العربية الذين سيبدأ توافدهم في اليوم التالي دون أن تعرف بعد قائمة الحضور والغياب (بعذر أو بدونه) والمقاطعين، والممتعضين، ومخفضي التمثيل، مع كل «الحركات والاستعراضات» التي من شأنها تفريغ اللقاءات العربية الجامعة من أي مضمون حقيقي..!
فلسطين وشعبها الرازح تحت الاحتلال يتعرضان لموجة «ترانسفير» إرهابية جديدة، وإعادة إنتاج «سيناريو» 1948، ليس عبر حصار غزة وجدار الضفة فحسب، بل في داخل أراضي 48 ذاتها وقراها ومدنها، وكذلك في مدينة القدس المحتلة «عاصمة الثقافة العربية 2009»(!)..
السودان أرضاً وشعباً وحكومة ونظاماً، وبأقاليمه الملتحقة والمتمردة، ينتظر إعادة السيناريو العراقي، والمدخل ليس أسلحة الدمار الشامل، ولكن مذكرة توقيف البشير، في وقت لا يزال فيه العراق وسنواته الست تحت الاحتلال المستمر يحتفل بتجليات «ديمقراطية» الإجرام التفتيتي – النهابي الأمريكي..!
لبنان الهادئ «نسبياً»، ينتظر «مفخخات» نتائج صناديق الانتخابات النيابية ومذكرات ولوائح اتهام «المحكمة الدولية»، مع استمرار ثلاثية الإفقار المنهجي لفئاته الشعبية، ومختلف أشكال ودرجات الانتهاكات الإسرائيلية لأرضه وسمائه، والهجوم على مصادر قوته ومنعته، أي مقاومته وجيشه.
وبالتوازي، تُغدق على سورية (المتهمة «حريرياً» و«نووياً» وفي الملفات العراقية واللبنانية والفلسطينية، وفي الغد، السودانية)، تُغدق عليها «المصالحات التسويفية» دون التعاطي بجدية ومسؤولية مع دعواتها «لبرنامج الحد الأدنى» المتمثل في ضرورة «إدارة الخلافات» بعد الاعتراف بها..!
أما الأزمة الرأسمالية العالمية، فتواصل ضربها للمرتكزات الهشة للنظم الاقتصادية العربية التابعة في الأطراف مهددة ملايين العرب في لقمة عيشهم ومصادر رزقهم ومستقبل أطفالهم..
والسؤال البسيط الذي سيطرحه المواطن العربي، إن تابع أنباء القمة دون أن «يقلب محطة تلفزيونه» على «المسلسلات التركية» هو: بماذا ستخرج «قمة الدوحة» إن لم تكن «المقاومة الشاملة» العنوان الأبرز والأشمل والمتوافق عليه، والأهم على آلياته التنفيذية، على أجندتها، التي تفرض عليها في المقابل كل التحديات آنفة الذكر؟!!
ولأن الجواب معروف حول مجريات «القمم» العربية ونتائجها رغم كل المصافحات الحارة و«تبويس الشوراب» وربما إقامة طقوس التقاط «صور العائلة»، فسيتابع المواطن العربي تثاؤبه، ويقول: «يللي بعدها!».. «أف.. وأخيراً خلصت، وعلى شو ومشان شو عقدوها...»!
■ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.