تحت يافطة الحرب الكونية على الإرهاب مناورات عسكرية أمريكية في الصحراء الكبرى

تجري الولايات المتحدة حالياً سلسلة من المناورات العسكرية في صحراء إقليم الساحل بمشاركة 10 دول أفريقية، هي بوركينا فاسو، مالي، النيجر، الجزائر، المغرب، موريتانيا، نيجيريا، السنغال، تشاد، وتونس، وبعض دول الاتحاد الأوربي، وذلك كجزء مما تسميه «شراكة مكافحة الإرهاب عبر الصحراء».

وحسبما كتب براهيما كيدراوغو في «آي بي أس» من واغادوغو, عاصمة بوركينا فاسو فإن هذه المناورات- المسماة «فلينتلوك» (قفل الصوان) لسنة 2010- والتي تمتد خلال الفترة 3-22 أيار الجاري، تأتي بوصفها أخر حلقة في سلسلة التدريبات العسكرية الأمريكية السنوية في أفريقيا.

ويشارك في المناورات 600 من القوات الخاصة الأمريكية، و400 من مختلف الجيوش الأفريقية، و150من دول الإتحاد الأوربي كفرنسا وبريطانيا.

وصرح انتوني هولكز، نائب قائد الأنشطة المدنية- العسكرية التابعة للقيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا «أفريكوم»، أن «الغاية هي بناء الثقة والعلاقات مع جيوش دول أخرى»، مضيفاً أن الغرض من المناورات- التي تجري تحت إشراف قيادات أمريكية في مركز التنسيق متعدد الجنسيات في واغادوغو- هو «تحسين التعاون والعمل المشترك بين قوات غرب أفريقيا والولايات المتحدة وأوربا».

أما وزير دفاع بوركينا فاسو، ييرو بولي، فقد قال إن «مهمة هذه التدريبات ذات نطاق أوسع، نظراً لانتشار الأسلحة والأزمات الإقليمية التي تتيح المجال للجماعات الإرهابية للتسلل وشن هجمات قاتلة». وأضاف إنها «فرصة عظيمة لنا لاكتساب أكبر قدر من الخبرة لمواجهة التحديات الجديدة التي تلوح في عالمنا»، علماً بأن القوات الأمريكية الخاصة دعمت الجيش الجزائري في معاركه ضد «تنظيم القاعدة في دول المغرب العربي» في السنوات الأخيرة، ونظمت دورات لتدريب قوات مالي في إطار برنامج يشمل بضعاً من دول الساحل.

غير أن نواباً برلمانيين من منطقة كيدال شمال مالي حذروا السلطات الحكومية مؤخراً من أن «القاعدة» تجند أتباعاً لها بين العرب والطوارق في تلك المنطقة. لكنهم شددوا على تفضيل التنمية الاقتصادية على الأعمال العسكرية، فمن شأن التنمية أن تحول دون التأثير على الشبان، ما دفع بالوزير بولي إلى الموافقة والتأكيد أن «الحل لقضية الإرهاب لا يمكن أن يكون عسكرياً فقط، ذلك أن الإرهاب ليس بالعدو المعروف المحدد. الحل يجب أن يكون اقتصاديا لأنه علينا أن نحارب الأسباب الرئيسية للإرهاب وهي الفقر وعدم المساواة في توزيع الموارد بين الدول».