سانت لويس.. بالتيمور جديدة
في سانت لويس، إحدى أكبر المدن الرئيسية في ولاية ميسوري الأمريكية، أطلق ضباط الشرطة النار على مشتبهٍ فيه من أصولٍ أفريقية، واعتقل ثلاثة آخرين، تلاها خروج أهالي المدينة في تظاهرات طالبت بالكشف عن سبب إطلاق النار. كثافة الاحتجاجات، وتصاعد الاحتقان لدى سكان الولاية، دفع بالشرطة إلى استخدام الطلقات المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع، فيما سجلت العديد من الحرائق. كانت تلك الرواية الرسمية لحادثة سانت لويس، كما تناولتها وسائل الإعلام الأمريكية.
غير أن ما لم تقله فضائيات كـ«BBC» أو «Fox news» هو أن احتجاجات سانت لويس أتت متزامنة مع ارتفاع حركة الاحتجاجات ليس في مناطق «ذات أغلبية سكانية تحمل البشرة السوداء» فحسب، بل في عموم الولايات المتحدة، ولأسباب عديدة يؤلف فيما بينها عامل الاحتجاج على الاضطهاد الطبقي بوجوهه كافة.
من التظاهرات العمالية التي حملت شعار «النضال من أجل 15$» إلى الاحتجاجات ضد الاضطهاد الطبقي بوجهه العرقي، لا سيما في فيرغسون وبالتيمور، واليوم في سانت لويس، وفي عموم ولاية ميزوري، مروراً بالإضرابات الكثيفة التي يقوم بها عمال القطاع الخاص، تكون الولايات المتحدة قد دخلت عصراً جديداً من الاحتجاجات المستقاة من أزمة تراجع المركز وانحداره بالمعاني كلها.