تسيبراس: الالتفاف بالاستقالة..!
بعد التغيرات التي طرأت على المشهد السياسي في اليونان، إثر تقديم الحكومة اليونانية تنازلات كبيرة للدائنين، أعلن رئيس الحكومة، أليكسيس تسيبراس، استقالة حكومته خلال لقاء تلفزيوني بث يوم الخميس الماضي، تاركاً البلاد أمام استحقاق انتخاباتٍ مبكرة من المتوقع أن تجري في العشرين من الشهر المقبل.
ومع هذه الأنباء، انقسمت القوى السياسية ووسائل الإعلام الأوروبية بين من رآها انعكاساً لتراجع حكومة تسيبراس، وتعبيراً عن حالة الاحتقان التي عمت الشارع اليوناني إثر استسلام الحكومة اليونانية لشروط «الترويكا» والشروط الألمانية بوجهٍ خاص، وبين من رأى أن هذه الخطوة إنما يقوم بها تسيبراس في سياق جهوده لاستباق نتائج المؤتمر العام المزمع عقده قبل نهاية هذا العام داخل حزب «سيريزا»، لا سيما أن الحزب كان قد شهد في الفترة الأخيرة تجاذباتٍ عدة إثر الانقسام الحاصل في الموقف من المفاوضات مع «الثلاثية».
في هذا الصدد، تضع أوساط من داخل «سيريزا» استقالة تسيبراس في سياق خطة يفكر فيها الأخير «لتجديد شرعيته، والاستفادة من عدم اكتمال النضج والتنسيق داخل المعارضة في الحزب.. فالناخب اليوناني لن يعود لاختيار الحكومة السابقة، ولن تستطيع المعارضة داخل الحزب تنسيق عملها قبل الانتخابات المبكرة، ما يعني أن تسيبراس يضع اليونانيين مجدداً للاختيار لما حدده مسبقاً، فهو يدرك أنه خيار وحيد للناخبين اليوم».
هذا ويذهب المحللون إلى ما هو أبعد، إذ أنه وبعد رفض 40% من نواب «سيريزا» لـ«حزمة المساعدات» الجديدة، اندفع «تسيبراس لإجراء انتخاباتٍ مبكرة على الطريقة التركية، بحيث يجدد شرعيته ويعيد تشكيلة سيريزا داخل البرلمان، مؤمناً لنفسه الأغلبية اللازمة لتمرير برنامج المساعدات الثالث».