جيش أوروبي موحَّد.. هل يمهد لزوال «الناتو»؟
في تصريحٍ لافت، اقترح رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكير، في 8/3/2015، أن يجري تشكيل جيش أوروبي موحَّد «يساعدنا على وضع سياسة خارجية مشتركة وسياسة أمنية أفضل»، مؤكداً أنه مع هذا الجيش سيستطيع الاتحاد الأوروبي الرد على التهديدات الموجهة لدول الاتحاد والدول المجاورة له، ومعتبراً أنه بهذا الشكل «ستُفهم أوروبا روسيا جديتنا في الدفاع عن قيم الاتحاد الأوروبي».
ورغم الإشارة الأخيرة إلى روسيا، التي طالبت الاتحاد الأوربي بتفسيرات عن هذا الإعلان، إلا أن صحفاً أوروبية عديدة، وألمانية خصوصاً، رأت أن كلام المسؤول الأوروبي لا ينمُّ عن تحريض على روسيا، إنما هو دلالة على سعي أكثرية الدول الأوروبية لإبقاء أمنها بعيداً عن تحكم الولايات المتحدة الأمريكية- كما هو الحال في تحالف «الناتو» الذي تشرف أمريكا على حركته- والذهاب نحو بناء قوة عسكرية أوروبية تتخلص من الهيمنة الأمريكية.
يذكر أن هذا الاقتراح كان قد لاقى قبولاً من أغلبية البرلمان الألماني، لا سيما بعد التناقض الحاصل بين ألمانيا و«الناتو» على خلفية ادعاءات رئيس الحلف، الجنرال فيليب بريدلاف، وجود حشود عسكرية روسية كبيرة شرق أوكرانيا، والتي أثارت استغراباً واستنكاراً ألمانياً، كانت مجلة «ديرشبيغل» الألمانية قد تطرقت إليه بالتساؤل: «هل يحاول الأمريكيون عرقلة المحاولات الأوروبية، بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل، لتنفيذ اتفاقيات مينسك ووقف إطلاق النار والتسوية السلمية في أوكرانيا؟».