العدوان والرد يرسخان كياناً هشاً
ستدعى العدوان الصهيوني المنفَّذ في مدينة القنيطرة السورية يوم الأحد الماضي ارتفاع التوتر في عموم المنطقة، وعلى على وجه الخصوص في كلا الحدودين الفلسطينية السورية، والفلسطينية اللبنانية.
أُزيح غباش العملية الصهيونية، لتتكشف نتائجها باستشهاد ستة مقاتلين تابعين إلى «حزب الله»، بالإضافة إلى العميد الإيراني، محمد علي الله دادي، حيث قامت طائراتٌ صهيونية باستهداف الموكب المكون من سيارتين في مزرعة الأمل بالقنيطرة، والتي تبعد 6 كيلو مترات عن الشريط الحدودي الفاصل بين سورية وفلسطين المحتلة.
المعطيات الميدانية، فضلاً عن التحليل السياسي والعسكري، أشارا إلى أن العدو الصهيوني قام بعملية الرد عن سابق إصرارٍ وتصميم، باعثاً برسالةٍ دولية وإقليمية تنضح بتخوفاته من الميل العام نحو التسويات والحلول السياسية والتوافقات التي يجري العمل عليها في أكثر من بقعة من منطقتنا. فمع اللقاء التشاوري السوري في موسكو، والحوار المفتوح بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» في لبنان، والتسريبات التي تتحدث عن احتمال حسم مسألة النووي الإيراني في شهر آذار القادم، لا يسع الصهيوني إلا أن يذكر بوجوده كقوة تسعى لأن يكون لها حصتها من تلك الحلول.
على الأثر، جاء رد «حزب الله» منطلقاً من جبهة الجنوب اللبناني يوم الأربعاء 28/1/2015، ليستهدف موكباً عسكرياً لقوات الاحتلال مؤلف من عدد من الآليات في مزارع شبعا المحتلة. الرد المقاوم جاء ليتوازى مع العملية العدوانية الصهيونية، سواءً لجهة توقيت العملية، أو لجهة طبيعة الهدف. مع فارق أن العدو كان في ذروة استنفاره الأمني.
وفي هذا السياق، فقد مثَّلت حالة الهلع التي أصابت الكيان، جراء احتمالات الانزلاق إلى حربٍ واسعة، لتعيد التأكيد على أن «إسرائيل» هذه، التي منيت بالهزائم والانكسارات منذ تحرير الجنوب اللبناني في 2000، وحرب تموز 2006، وحروب غزة في 2008، و2012، و2014، باتت تدرك أن قرار فتح الحرب ضد شعوب المنطقة قد يكون بيدها، لكن قرار وقفها سوف لن يكون كذلك.