أولى بشائر النصر!
انتهت الحرب الثالثة التي شنها الكيان الصهيوني خلال 6 أعوام على قطاع غزة المحاصر منذ عام 2006.
ماهو مؤكد حتى اللحظة هو أن الحد الأدنى الذي حققته المقاومة، كعودة صيادي غزة إلى بحرهم وفتح المعابر وإدخال المساعدات، هو فقط أولى بشائر النصر التي تعد بالكثير.
طبعاً هناك تفاصيل أخرى هامة سيجري التفاوض بشكل مباشر عليها، التفاوض من موقع القوة طبعاً، ولكن بالمحصلة نجحت المقاومة في فك الحصار المطبق على القطاع منذ 8 أعوام. لم يتم تحقيق مثل هذه النتائج منذ الانسحاب «الإسرائيلي» من غزة عام 2005، فعدوانا عام 2008 و2012 لم يثمرا الكثير على المستوى السياسي لمصلحة المقاومة رغم فشل العدو في تحقيق أي إنجاز يذكر حينها، ولا شك أنهما الممهدان لنصر عام 2014 ولا سيما أنهما أدخلا معادلة ردع استراتيجية ممثلة بالصواريخ طويلة المدى ودقيقة الإصابة والعمليات النوعية في مواجهة الاجتياحات البرية، ما يُعد استكمالاً لإنجازات المقاومة اللبنانية في تموز 2006.
على مستوى الكيان الصهيوني سيرتد هذا النصر على حكومة العدو كالصاعقة، فهي تحاول أن تجد أي عزاء لها يقلل من حجم الخسارة، فما ارتكبته من مجازر بحق مدنيي غزة واغتيال بضعة من قادة المقاومة لا يعتبر أبداً إنجازاً عسكرياً أو سياسياً، ما جعل نتنياهو يتحدث عن ظفره بعلاقات طيبة مع دول عربية كمكسب «هام» من هذا العدوان!! لقد فشل العدو بإصابة أهداف قاتلة للمقاومة، كما عانت جبهته الداخلية هشاشة واضحة، ما يعني أن العدو خسر على الصعيد التكتيكي أيضاً، ناهيك عن خسارته الاستراتيجية التي تتمثل بفقدانه القدرة على الحسم العسكري.
على المستوى الاستراتيجي سيعاني الكيان كثيراً، فخيار المقاومة تجذر مقابل خيار «أوسلو» التفاوضي الذي يترنح هو ومؤيدوه (ستشهد السلطة والمنظمة متغيرات هامة عاجلاً أم آجلاً بناء على نتائج نجاحات المقاومة)، كما أن قدراته العسكرية وبالتالي دوره الجيوسياسي الذي يعتمد عليه الغرب صار عرضة للشك، مما يعني حاجته إلى تصعيد عسكري مضاعف ليس على الجبهة الفلسطينية فحسب، بل على باقي الجبهات العربية كي يعود إلى مواقعه السابقة.