ربما ..! صوتنا المكسور
مع عزف الرجل الغجريّ على مزماره (الزمر بالتسمية الشعبية) خرج كلّ الأشخاص الذين عرفتهم دفعة واحدةً، وكأنهم ينسلّون من ثقوب الآلة الخشبية. رأيتُ (زوربا) مترّبعاً بهدوء وسط (الديوانية) على غير عادته في الضجيج الذي صوّره به كازانتزاكيس.. الشيخ حسني (كما جسّده محمود عبد العزيز في فيلم «الكيت كات» لداوود عبد السيّد).. فلورنتينو إرثا بطل «الحب في زمن الكوليرا» مدجّجاً بغرام نصف قرن ونيّف وأيام.. شخصيات الروايات جميعها، بطلات وأبطال الأفلام، الأصدقاء من كل المراحل بدءاً من رفاق الحارة وحتى آخر شخص صاحبته على الإنترنت، شخصيات الحواري الخلفية، طرفاء العائلة وغلاظها.. كلهم كلهم.. تقريباً الناس، كل الناس، توافدوا من ثقوب (الزَمْر) حين تجوّل عازفه سماعيّاً بين «الرست» و«البيات»، وجلب البرية طازجة لتقعد على ركبتيه.