الليرة عم تتحسن؟! إي والله يا جماعة... تحسّن بس للنهب والاستغلال!
شو يعني تحسّن؟ يعني المفروض الأسعار تنزل... القدرة الشرائية تتحسن... السوق يرتاح... الناس تتنفس.
بس شو صاير عنا؟ الدولار بينزل... والناس بتضل عم تدفع متل كأنو الدولار بألفين زيادة!
واللي بيوجع القلب أكتر إنو الحكومة والمصرف المركزي واقفين متفرجين... كأنو هالبلد مو بلدهم... وكأنو العالم مو من مسؤوليتهم!
أمثلة من يوميات المواطن السوري!
خد هالكم مثال:
جرزة البقدونس: من فترة قصيرة الدولار نزل تقريباً 3 آلاف ليرة... بس جرزة البقدونس بعدها بـ1500! إي شلون؟ ما حدا بيعرف! التاجر بيقلك: «مو أنا، هاد سعر السوق» ... لك أي سوق؟! سوق مين عم يشرّعلك تسرق العالم باسم الاقتصاد الحر؟
كيس الخبز: صار فينا نقول صار عجبة تحصل عليه بسهولة! بين الطوابير والتسعيرات المتقلبة بالسوق السودا، و«الخبز السياحي» يلي صار للأغنياء بس، الفقير ما عاد إله شي غير الله.
اللحمة؟! يللا نحكي عنها! كيلو لحم الغنم صار بـ200-250 ألف ليرة... مع إنو الدولار كان أقل من هيك من كم شهر... ومع هيك ولا مرّة نزل سعره... وكأنو انكتب عليه يبقى بس للأثرياء والحرامية!
الإيجارات بالدولار؟! أي نعم... بالدولار! بتروح تستأجر بيت صغير متواضع.. بيقلّك صاحبو: «بدّي 300 دولار، مو ليرة» ... طيب وإذا الليرة تحسّنت؟ بيقلّك: «ما دخلني... الدولار ثابت... هيك أريحلي»! يعني الدولرة حسب مصلحة التاجر... مو حسب القانون.
تخيل بس لحظة... إنك موظف راتبك 300 ألف ليرة (يعني شي 20 دولار فعلياً) ... وبدك تأكل... تشرب... تداوي... تدفع فواتير... أجار... مواصلات.. وكل يوم في غلاء جديد بيفتحلك بوابة هم جديدة!
بتشتغل شهر كامل... ما بتقدر تشتري فيه حتى نص غرض من سوبر ماركت محترم!
المصرف المركزي... صامت وكأنو راضي!
بكل دول العالم لما بيصير في فوضى بالسوق السودا... البنك المركزي بيتدخل... بيضخ دولار... بيراقب التجار... بيحاسب المضاربين... إلا عنا! لا صوت... لا حس... لا خبر!
أوقات بتحس إنو في تواطؤ... أو عالأقل في إهمال مقصود ليضل السوق بإيدين شلة حيتان قليلة تستنزف الناس على كيفها.
نظام اقتصادي على مقاس النخبة
والأكتر استفزاز! إنو هالنظام النقدي الشاذ مفصّل على مقاس فئة معيّنة: شوية حيتان... تجار كبار... ناس فوق القانون... هدول هني يلي عندن الدولار... وعندن السلطة يفرضوا سعرو... يبيعوا ويشتروا... ويضحكوا عالشعب يلي غرقان بالهم والديون!
يعني بالمختصر... المواطن السوري اليوم مو بس عم يتحمل أعباء حرب ونزوح وفساد... لا... كمان عم يعيش بنظام نقدي منحرف... فيه قوانين ما بتطبّق إلا عالضعيف... وسوق ما بتحكمه الدولة بل التجار والمضاربين... ولما الدولة بتسكت... معناها شريكة... وإذا ما كانت شريكة فعالأقل مقصّرة ومهملة... والسكوت وقت الجريمة هو مشاركة فيها!
صرخة بوجه كل مسؤول
إذا عنجد في نية للإصلاح... بدها تبدأ من هون... رقابة فعلية على السوق... مو كلام نظري- كسر احتكار الدولار عند التجار- تثبيت الأسعار بناءً على سعر الصرف الحقيقي- ومنع الدولرة العشوائية يلي عم تاكل قوت الناس.
لأنو إذا ضل الوضع هيك؟ الجوع ما رح يبقى ساكت... والناس ما عاد عندها شي تخسره!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1229