المدينة العمالية بعدرا.. مزيد من الترهل والتراجع الخدمي!
تعاني المدينة العملية بعدرا من الكثير من المنغصات على المستوى الخدمي فيها!
وربما لا فرق بين مدينة ومنطقة وبلدة وأخرى على مستوى الخدمات العامة التي يسجل فيها المزيد من التراجع يوماً بعد آخر، لكن بالنسبة لقاطني المدينة العمالية فإن جرعة التراجع والترهل أصبحت أكبر، وتسارع ذلك بات أوضح!
مشكلة الكهرباء!
قطع الكهرباء في المدينة العمالية حالة استثنائية بالمقارنة مع غيرها من البلدات القريبة والبعيدة، فلا برنامج تقنينياً واضحاً، وفترات الوصل في بعض الأحيان لا تتجاوز 15 دقيقة، وهي غير كافية لشحن الجوالات، فكيف بالبطاريات التي اضطر الأهالي للجوء إليها بتكاليفها الباهظة، لكنها أصبحت دون فائدة من الناحية العملية نظراً لعدم التمكن من شحنها!
الأسوأ أن الغالبية المفقرة القاطنة في المدينة لم تعد تستطيع الاستفادة من البرادات في بيوتها، ليس من أجل المياه الباردة أو الثلج بهذا الجو الحار، بل لحفظ بقايا الأطعمة التي يتم التضحية بها، فهي على قلتها خسارة مكلفة بالنسبة إليهم!
يضاف إلى ذلك غياب الإنارة في غالبية شوارع المدينة، والعتم المفزع في حاراتها الفرعية، وكيف يتم استثمار ذلك في بعض الأحيان من قبل لصوص العتمة، فالسرقات تزايدت معدلاتها خلال الفترة القريبة الماضية، ما يعني تراجع عوامل الأمان في المدينة أيضاً!
المياه أشد وطأة!
أما الكارثة فهي المياه، فمن الصعب معرفة كيف تتم عملية إدارة تزويد الجزر في المدينة بها!
فالتزويد بالمياه، بالإضافة إلى ارتباطه بتوفر الكهرباء شبه المعدومة، فهو غير واضح، وعندما تصل المياه إلى الشبكة في بعض الجزر فهي بالكاد تغطي جزءاً من الاحتياجات، دون التمكن من تعبئة الخزانات، وذلك لأن فترة الوصل محدودة، وقد بدأ الاضطرار للجوء إلى الصهاريج مؤخراً لتعبئة الخزانات، مع تكلفتها المرتفعة وعدم صلاحيتها للشرب!
ولا تغيب عوامل المحسوبية والوساطة في بعض الأحيان، حيث يتم تزويد جزيرة ما بالمياه على حساب استمرار قطعها عن جزيرة أخرى.. وهكذا!
120 ألف ليرة للمواصلات!
يضاف إلى كل ما سبق واقع خدمة المواصلات من وإلى المدينة التي تغيب عنها الرقابة!
فعلى الرغم من تخصيص المدينة بسفرات من قبل باصات النقل الداخلي، إلا أنها غير كافية، فسفراتها محدودة وتغيب مع غياب الشمس، مقابل ذلك فإن السرافيس العاملة على خطوط المواصلات التي تعتبر مناسبة عدداً، لكنها لا تعمل كما يجب على فترات الصباح والمساء والليل، والنتيجة هي الاضطرار للجوء إلى التكسي سرفيس الذي يطلب أحياناً مبلغ 15 ألف ليرة على كل راكب، وأكثر من ذلك في ساعات الليل!
مع العلم أن أجرة السفرة بالسرفيس أو بباص النقل الداخلي هي 1000 ليرة على كل راكب، وهذا يعني أن العامل او الطالب يتكبد شهرياً ما لا يقل عن 120 ألف ليرة للمواصلات فقط، من المدينة وإليها وداخل دمشق وصولاً إلى المكان المستهدف، عمل أو جامعة!
القمامة وترحيلها
لنأتي إلى موضوع ترحيل القمامة التي تزايد الإهمال بها بشكل كبير مؤخراً!
فأكوام القمامة غير المرحلة باتت مشهداً مألوفاً في المدينة، وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة تتخمر وتنتشر روائحها الكريهة، بالإضافة إلى أنها تصبح بؤرة لاستقطاب الحشرات والقوارض، مع انعكاسات كل ذلك على صحة القاطنين في المدينة.
وفوق كل ذلك هناك الطرقات المحفرة والمخالفات المنتشرة والمتزايدة على قدم وساق!
لا شك أن مسؤولية كل ما سبق بالنسبة للمدينة العمالية بعدرا موزعة على عدة جهات خدمية عامة، لكن الغائب فيها هو دور البلدية نفسها، ومحافظة ريف دمشق!
فإلى متى سيستمر هذا الغياب؟
برسم محافظة ريف دمشق- بلدية المدينة العمالية بعدرا.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1131