انفراج في المشتقات النفطية دون أثر على مازوت التدفئة!
شارف شهر كانون الثاني على الانتهاء، ومع ذلك لم تصل رسائل مازوت التدفئة للدفعة الأولى للكثير من المستحقين حتى الآن!
مع العلم أن أزمة المشتقات النفطية انفرجت، وانتظمت التوريدات، بحسب الرسميين!
فهل سيستلم هؤلاء الدفعة الأولى من مخصصاتهم، وماذا عن مخصصات الدفعة الثانية بظل هذا النمط من التوزيع البطيء والمتقاعس؟
الأزمة انفرجت.. ولكن!
وجه مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية بتاريخ 17/1/2023 الجهات المعنية إلى التشدد بمراقبة الأسواق وأجور النقل وضبط أسعار مختلف المواد، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، بعد زيادة كميات المشتقات النفطية الموزعة وانتظام التوريدات، مؤكداً على زيادة كميات توزيع المازوت المخصص للتدفئة والأفران والمشافي والزراعة.
وفي تصريح لصحيفة الوطن بتاريخ 18/1/2023 قال مدير التشغيل والصيانة في الشركة السورية لتوزيع وتخزين المشتقات البترولية: إن واقع المشتقات النفطية في تحسن تدريجي منذ بداية العام، وذلك بعد وصول التوريدات وبدء تكريرها في مصفاة بانياس، التي توقفت لفترة نتيجة توقف التوريدات، مبيناً أنه منذ الرابع من الشهر الحالي بدأت الانفراجات في توزيع المحروقات، وتمت زيادة مخصصات المحافظات على دفعات، والزيادات في المخصصات مستمرة لمختلف القطاعات.
وحول مازوت التدفئة، كشف مدير التشغيل عن قيام الوزارة بزيادة مخصصات هذا القطاع في الفترة الماضية، وتوجيه فروع الشركة لاستئناف توزيع مازوت التدفئة بعد توقفه في بعض المحافظات، نتيجة قلة الكميات، إضافة لزيادة نسبة الكميات الموزعة بما يساعد في زيادة نسبة الكميات للانتهاء من توزيع الدفعة الأولى من مازوت التدفئة لكل المسجلين والبدء بتوزيع الدفعة الثانية.
وعلى مستوى مدينة دمشق، فخلال انعقاد مجلس المحافظة، ورداً على انتقادات بعض أعضاء المجلس حول التأخر برسائل مازوت التدفئة، أكد مدير فرع محروقات بدمشق استئناف عملية التوزيع خلال الأيام العشرة الماضية بنسبة توزيع 2% (بالسعر المدعوم وسعر التكلفة)، بحيث وصلت نسبة التوزيع خلال فترة انعقاد دورة المجلس الحالية إلى 46% مقارنة مع 44% الدورة الماضية. وبحسب مدير فرع محروقات تجاوز عدد البطاقات قيد الانتظار الـ 271 ألف بطاقة، وتجاوز عدد الطلبات المنفذة الـ 236 ألف بطاقة، مضيفاً: سيتم توزيع 28 طلباً، أي بحدود 12 ألف بطاقة ضمن 3 مراكز توزيع.
كل ما سبق رسمياً، يؤكد أن أزمة المشتقات النفطية قد انفرجت مع انتظام توريداتها، وبأن مازوت التدفئة تم استئناف توزيعه، لكن ذلك لم ينعكس بشكل ملموس على مستوى توزيع مخصصات مستحقي مازوت التدفئة بالنسبة للدفعة الأولى حتى الآن!
بعد انتهاء الشتاء والبرد!
واقع الحال، بهذا النمط المتقاعس من التوزيع، وبظل انتفاء مبررات أزمة المشتقات النفطية وتوريداتها، يعني أن أشهر الشتاء والبرد ستمضي دون أن يستلم المستحقون مخصصاتهم من مازوت التدفئة، ليس بالنسبة للمتبقين من مستحقي الدفعة الأولى فقط، خاصة وإن نسبة هؤلاء تتجاوز 50% من المستحقين، بل لكل مستحقي الدفعة الثانية على ما يبدو!
فعلى الرغم من أن مخصصات الدفعة الأولى والثانية غير كافية لسد الحاجة الفعلية للتدفئة، بعد أن طالتها إجراءات تخفيض الدعم، فإن المعاناة من البرد ستستمر وتتفاقم مع أشهر البرد القادمة!
تخفيض إضافي على الدعم
لا شك أن هذا الشكل من التقاعس والاستهتار بحقوق من تبقى من مستحقي الدعم بتوزيع الدفعة الأولى والثانية، يعتبر غير مبرر افتراضاً، لكنه بالمقابل يصب بنفس خانة سياسات تخفيض الدعم الجارية المعمول بها، ما يعني أن الكميات المخصصة وغير المسلمة للمستحقين تشكل وفراً في حسابات كتلة الدعم على مازوت التدفئة، أي تخفيض إضافي على الدعم عملياً، لكن بشكل غير مباشر وغير معلن رسمياً، لكنه يتم من خلال عامل الزمن المهدور هذه المرة!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1106