البرد والفقر مع انعدام وسائل التدفئة!
قال عضو المكتب التنفيذي لقطاع التموين والمحروقات قيس رمضان في محافظة دمشق بتاريخ 16/11/2022 إن: «نسبة توزيع مازوت التدفئة في دمشق وصلت إلى 42% وهي الأعلى بين المحافظات»، وأنه: «تم اتباع آلية جديدة لتوزيع مادة مازوت التدفئة ساهمت برفع نسبة التوزيع تتضمن التوزيع بالمنطقة ليحصل جميع المسجلين على المادة أي يتم اختيار منطقة معينة يتم التوزيع فيها لجميع المسجلين وبعدها الانتقال إلى منطقة أخرى».
وكذلك أوضح مدير فرع محروقات دمشق المهندس أيمن حسن بتاريخ 16/11/2022 أن: «كمية توزيع مادة مازوت التدفئة وصلت إلى نحو 43% حتى تاريخه حيث يوزع يومياً ما يقارب 120 ألف ليتر، مبيناً أنه يتم معايرة مضخات محطات الوقود بشكل دوري وتنظيم الضبوط بحق المخالفين».
حديث الرسميين أعلاه يبدو من باب المفاخرة بالإنجاز، فهل هذه النسب فيها مفاخرة؟!
نسبة التوزيع المحدودة
إن نسبة توزيع مازوت التدفئة للمستحقين من المواطنين المبينة رسمياً أعلاه في دمشق، مع التنويه بأنها الأعلى بين المحافظات، توضح أن الغالبية من المستحقين لم يستلموا حصتهم بالدفعة الأولى من مخصصاتهم من المادة حتى الآن، بالرغم من بدء البرد، واقترابنا من أشهر كوانين الأشد برودة!
فإذا كانت كمية التوزيع للدفعة الحالية فقط 50 ليتراً لكل مستحق، ومع ذلك لم تصل نسبة التوزيع إلى 50% من المستحقين، فمتى سيتم استكمال توزيع كمية المخصصات لبقية المستحقين وفقاً لما تم إنجازه من نسب أعلاه؟
لا شك أن أشهر كوانين ستأتي دون استكمال توزيع الدفعة الأولى من مازوت التدفئة لجميع المستحقين، وربما ستطول فترة استلام الدفعة الثانية أيضاً حتى انتهاء موسم البرد!
انعدام وسائل التدفئة!
من المفروغ منه أن كمية 100 ليتر مازوت على دفعتين كمخصصات مدعومة للتدفئة غير كافية على مدار أشهر البرد (من تشرين الثاني وحتى نيسان)، هذا بحال توزيعها على كافة المستحقين خلال هذه المدة!
وبحال تم اللجوء إلى تقنين استهلاك هذه الكمية على أشهر كوانين وشباط وآذار فقط، أي 4 أشهر، وهذا لا يمكن أن يتم تنفيذه في المناطق الباردة طبعاً، فإن حصة الشهر من هذه المخصصات تكون 25 ليتر مازوت، أي أقل من ليتر واحد يومياً!
فهل ليتر واحد من المازوت تكفي للتدفئة يا حكومة؟
السؤال في غير مكانه طبعاً، والجواب معروف من قبل الرسميين في الحكومة الذين عملوا على تقليص الدعم على المادة تباعاً، وصولاً إلى هذه الكمية المحدودة وغير الكافية طبعاً، بل وبكل إصرار على استكمال سياسات تخفيض الدعم وصولاً إلى إنهائه!
وبالتالي فإن المعاناة من البرد ستكون على أشدها بالنسبة للغالبية المفقرة هذا الشتاء كما غيره من الشتاءات، ليس بسبب قلة كمية المخصصات المدعومة من مازوت التدفئة فقط، بل بسبب غياب أية وسيلة تدفئة أخرى!
فلا كهرباء متوفرة، ولا أسطوانات غاز متاحة (اللهم باستثناء توفرها في السوق السوداء وبأسعارها الخيالية)، مع العجز عن شراء مازوت السوق السوداء، المتوفر بالكميات المفتوحة (وعلى عينك يا حكومة)، والذي وصل سعر الليتر فيه إلى 7000 ليرة!
وكأن هؤلاء المفقرين قد كتبت عليهم المعاناة من البرد، ليس لقدر ومشيئة إلهية، بل لتوحش وكفر السياسات، والمشيئة الحكومية، التي حرمتهم من أبسط حقوقهم!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1097