قرض بقيمة مليون ليرة سورية للمعلمين
معين الصالح معين الصالح

قرض بقيمة مليون ليرة سورية للمعلمين

بعد تخلي الحكومة رسمياً عن رفع أجر المعلم الذي لا يتجاوز الـ 150 ألفاً، وبعد تخلي نقابة المعلمين عن دورها المفترض، وهو المطالبة بحقوق المعلمين المنتهكة، والتي ما زالت تنتهك يوماً بعد يوم، ولا تقدم النقابة أياً من المطالب المحقة ليعيش المعلم عيشاً كريماً يمكنه من العطاء والاستمرار بهذه الرسالة الوطنية الإنسانية الشريفة، وتكتفي النقابات بدورها التنظيمي ودورها الشكلي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، أما الآن فسكتت دهراً ونطقت كفراً كما يقول المثل الشائع، وها هي نقابة المعلمين في فرع ريف دمشق تعلن عن قرض قيمته مليون ليرة سورية وضمن شروط تقدمت بها، حيث ورد ما يلي:

أعلنت نقابة المعلمين عن البدء بمنح قرض نقابي بقيمة مليون ليرة سورية للمعلمين اعتباراً من تاريخ 10/5/2022 وفق شروط محددة.
ونشرت نقابة المعلمين بريف دمشق عبر صفحتها، أنه يستفيد من القرض المُعلم القائم على رأس عمله على ألّا يكون مستفيداً من أي قرض نقابي سابق، أو بريء الذمة من تسديد كامل الأقساط المترتبة عليه من قرضٍ سابق، كما يجب أن يكون المُعلم المستفيد منه مشتركاً في صندوق المساعدة الفورية عند الوفاة.
وبخصوص الكفالة، بينت النقابة أنه تُقبل كفالة أحد المعلمين العاملين الدائمين القائمين على رأس عملهم شرط ألا يتجاوز عمره 55 سنة.
وأشارت إلى أن مدة تحصيل القرض (5) سنوات بمعدل فائدة 12.5% سنوياً، ويتم استلامه من المصرف بموجب شيك مُحرر باسم المُعلم المستفيد أصولاً، على أن تبلغ قيمة القسط الشهري للقرض 22.500 ليرة لكل قسط ما عدا القسط الأخير 22.900 ليرة.
من يرى هذا القرار النقابي البعيد كل البعد عن واقع مستوى المعيشة للمعلمين، وعن واقع الغلاء والأسعار سواء بالعقارات أو بالسلع، وقبل أن ندخل في جدوى هذا القرض الهزيل وما يمكن أن سده، لنرى ما هي بعض الشروط التي فرضت للحصول على هذا القرض، وما هو مقدار الفائدة المتربة عليه.
منها: أن يكون المعلم قائماً على رأس عمله، أي لم يشمل المتقاعدين منهم مع أنهم مشتركون في خزينة التقاعد، ثم أنه يجب عليه ألا يكون مستفيداً من أي قرض نقابي آخر، وهذا ما يضيق دائرة الاستفادة من هذا القرض على وجه العموم.

قيمة القرض أقل من أن تذكر

تضاعفت الأسعار في الآونة الأخيرة إلى أرقام غير مسبوقة، وانحدرت قيمة الليرة السورية إلى أدنى مستوياتها، حيث وصلت تكاليف معيشة الأسرة من 5 أشخاص حسب مؤشر قاسيون إلى مليونين وثمانمئة ألف ليرة سورية في الشهر الماضي موزعة على الحاجات الأساسية من غذاء وسكن وطبابة ولباس ومواصلات، فعملياً هذا القرض لا يغطي قيمة تكاليف الغذاء لشهر واحد فقط فضلاً عن غيره من الحاجات الأساسية. فإذا أراد المقترض أن يشتري أية سلعة اضطرارية كهربائية كغسالة أو براد أو أي شيء يحتاجه فهو بحاجة إلى ضعف هذا المبلغ تقريباً!
أما عن الفائدة المترتبة على هذا القرض، فهي فائدة استغلالية فهي 12,5%، أي 125000 ألف ليرة سورية تضاف إلى القرض أثناء السداد، وهذه قيمة ليست بالقليلة، فهي راتب شهر كامل بالنسبة للمعلم، أي عمل شهر بلا أجر!
هكذا تقدم النقابة الخدمات لأعضائها، وهكذا تُكمل دور الحكومة ووزارة التربية، فلا بدّ أن تقدم بيضة في يدها اليمنى لتأخذها بيدها اليسرى.ش

معلومات إضافية

العدد رقم:
1070
آخر تعديل على الإثنين, 23 أيار 2022 14:01