حلول وزارة التربية السحرية.. تطبيق تفاعلي للمناهج؟
ليس جديداً في وزارة التربية أن يُطرح التطوير.. منذ عدة سنوات بدأ تطوير المناهج وإستراتيجيات التعليم، وإنشاء منصات إلكترونية وقنوات تربوية، وليس انتهاء بما طُرح مؤخراً عن استعراض تطبيق تفاعلي للمناهج التربوية.
لابدّ أن فكرة تفعيل التكنولوجيا لتطوير التعليم هي فكرة إيجابية وضرورية، ولكن بشرط أن تتوفر شروطها الضرورية، وأن تتوفر البنية الضرورية لنجاحها، بمعزل عن تدخل الشركات الخاصة الهادفة إلى الربح والاستثمار، فما هو جديد وزارة التربية بهذا الشأن؟
عبر صفحة وزارة التربية الرسمية ورد مؤخراً ما يلي: «استعراض مشروع تعليمي تفاعلي للمناهج (تحويل المادة الورقية إلى مادة تفاعلية لتوسيع إدراك الطالب) من قبل شركة «My Way» محور لقاء وزير التربية الدكتور دارم طباع وفريق الشركة المؤلف من المهندس همام مسوتي عضو مجلس الشعب، والمهندس بشار نابلسي والمهندس محمد وائل صوان وهاني مقداد، بحضور معاوني وزير التربية، وعدد من مديري الإدارة المركزية ورؤساء الدوائر. وبعد تقديم عرض حول المشروع الذي يهدف لتشجيع التفكير والإبداع بالاستفادة من تكنولوجيا المعلومات، ودعم المناهج الدراسية لتوسيع آفاق التعلم، قدم الحضور مقترحاتهم وتساؤلاتهم، حيث أكد الوزير أهمية تشجيع المبادرات ودعمها بما يلائم تطوير العملية التعليمية، مبيناً: أن الوزارة لديها خمس منصات تربوية، إضافة للتعليم المتمازج، ونافذة للتعليم، وكلها تدعم التعلم بالطريقة الافتراضية، لافتاً إلى أن الوزارة مقبلة على مؤتمر التحول في التعليم، والمتعلق بآليات التعلم الحديثة، وصولاً لتقديم تجربة سورية متميزة»
ما هي حال المناهج قبل التطبيقات التفاعلية
كل الذين يعملون في حقل التعليم في وزارة التربية يعلمون مدى قصور غالبية المناهج عن تقديم محتوى علمي يرتقي بمستوى الطلاب التعليمي، وهذا قد ثبت بالتجربة منذ البدء بتطوير المناهج منذ عام 2011 حيث لوحظ تدني مستوى التحصيل العلمي للطلاب منذ تلك الآونة، وازدياد نسبة الأمية في صفوف الطلاب مع تضافرها مع ظروف الحرب نزوحاً وتسرباً، ورغم كل مساعي وزارة التربية واستعراضها لهذا التطوير تزداد معه وتيرة التدهور للوضع التعليمي في سورية، والسبب وراء ذلك هو: فقدان البنية التحتية الأساسية للتعليم من الكوادر والتجهيزات في المدارس وصلاحية المناهج .. إلخ. وتحاول وزارة التربية كغيرها من المحاولات الاستعراضية عبر صفحتها تقديم الجديد، كما فعلت سابقاً بطرح مشروع تعليمي تفاعلي للمناهج، فهل سيجدي هذا نفعاً؟ ومن هو المستفيد الأول من هذا المشروع؟ أول ما نلحظه في هذا الخبر هو: أن العامل في هذا المشروع هي شركة خاصة أي شركة «My Way» ويبدو أن الغاية الأولى هي تحقيق الأرباح لهذه الشركة وليس للطلبة نصيب من هذه الخدمة، والسبب معروف في ظل شبه انعدام شبكة الإنترنت، والتقنين الجائر للكهرباء، إلى مرحلة شبه انعدامها في الريف، كما أن تغيير الاستراتيجيات في التعليم لن يجدي نفعاً في ظل التدهور المستمر للحالة الاجتماعية التي يعيشها الطلاب في هذا الظرف الاقتصادي الخانق والعنيف، الذي يدفعهم إلى التسرب والانقطاع وضعف المتابعة والتركيز.
خلاصة القول: إن أول ما يجب تغييره للارتقاء بالتعليم في سورية يكون أولاً: توفير أدواته الأولى، وهي المعلم والمجتمع المستقر، وبعدها الانتقال إلى الوسائل والطرق المطورة بأيدٍ وطنية بعيدة عن السعي إلى الربح والظهور أمام الإعلام.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1070