أزمة المحروقات القديمة الجديدة
باسل ياسين باسل ياسين

أزمة المحروقات القديمة الجديدة

تتوالى كل فترة على لسان الجرائد والصحف الرسمية وعود مسؤولين من قطاع الوقود عن قرب انفراج أزمة غاز أو وقود أو مازوت أو غيرها تليها تغييرات طفيفة أو معدومة في الواقع المعيشي للمواطن السوري فبعد أن وصلت مدة الانتظار لاستلام أسطوانة الغاز المنزلي لمئة أو مئة وعشرون يوماً كان آخر تلك التصريحات ما قاله مدير الغاز في دمشق وريفها أن مدة الانتظار ستتقلص إلى ما بين 65 و75 يوماً بسبب تحسن في توريدات مادة الغاز.

الغاز والسوق السوداء

مما تجدر الإشارة إليه أن توريدات الغاز قد أثّرت على المواطنين العاديين بما يصب في مصلحة حيتان الفساد والسوق السوداء، فلو كان لدى المواطن العادي القدرة لشراء أسطوانة غاز بسعر وصل في بعض الأحيان إلى 165 ألف ليرة لوجد أن المادة متواجدة بشكل دائم وبالكمية المطلوبة لأن إيرادات السوق السوداء لا تخضع لنفس قواعد إيرادات السوق النظامية، لذلك فإن الحل ليس فقط برفع إيرادات المادة بل وبمحاربة وتجفيف منابع الفساد أيضاً، الفساد الذي وبالرغم من معناة المواطنين السوريين اليومية استغل الحصار وحاجة المواطنين إلى السلع الأساسية لزيادة هامش ربحه وتقديم مصالحه الضيقة والشخصية على مصالح ملايين من الشعب السوري.

ومدة الانتظار والحلول البديلة

يجب لفت انتباه الذين يقولون أنّ القضاء على السوق السوداء يكون بعدم اللجوء إليها إلى أنّ الحديث هنا ليس عن كماليات ورفاهيات بل عن حاجات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، وحتى ولو تقلّصت مدة الانتظار كما هو موعود إلى 65 أو75 يوماً، فإن هذه المدة تبقى طويلة نسبياً، خصوصاً مع واقع الكهرباء السيء الذي لجأ لها العديد من المواطنين السوريين عبر استخدام وسائل الطبخ المعتمدة على الكهرباء بهدف تقنين استخدام الغاز وإطالة عمر أسطوانة الغاز قدر الإمكان.

الغاز ليس استثناءً

بالإضافة لأزمة الغاز تشهد كل المشتقات النفطية أزمة في البلاد فقد أوضح مدير فرع دمشق للمحروقات أيمن حسن أن توزيع 50 ليتر مازوت على المواطنين مرتبط بتوفر المادة ووصول التوريدات للبلاد والتي تؤثر عليها بشكل مباشر الإجراءات المفروضة على الشعب السوري، مع العلم أن الشتاء قد انتهى فعلياً وأنّ الكمية التي كان يجب أن تُسلّم في فصل الشتاء الماضي سيخزنها السوريين بحال استطاعوا تحصيلها للفصل القادم، علماً أن الإجراءات المفروضة على الشعب السوري المُشار إليها هي جزء من المشكلة وأن ما يزيد الطين بلّة وكما أشرنا سابقاً هو الواقع الذي تعيشه البلاد من فساد مستشري وقلّة مستفيدة على حساب معاناة الشعب السوري.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1070
آخر تعديل على الإثنين, 23 أيار 2022 14:02