حلم يقظة لطالب جامعي!
بكل تفاؤل يستيقظ الطلاب الجامعيون على أصوات زقزقة العصافير، وعلى وجوههم ابتسامة عريضة، وكلهم عزيمة ونشاط، متفرغون للدراسة والتحصيل العلمي المجاني، بلا أية معيقات أو منغصات!
فقد قامت الحكومة ببناء أبراج سكنية حديثة ومتطورة ومجانية، محاطة بباحات مليئة بالأشجار والزهور ونوافير المياه النظيفة، وخالية تماماً من القمامة، فمشكلة السكن الجامعي أصبحت من حكايات الماضي للتندر!
فالآن، هناك هذه الأبراج التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، فهي مجهزة بالطاقة الشمسية لتأمين احتياجات الطلاب من الكهرباء النظيفة، كالمصاعد وسخانات المياه والمكيفات، وحتى مكنات تجهيز القهوة التي أمنتها وزارة التعليم لتوفير الوقت والجهد الثمينين على الطلاب!
يتوجه الطلاب إلى جامعاتهم وكلياتهم الحكومية العامة بباصات ذاتية القيادة تعمل على الكهرباء، تسير في الشوارع المعبدة الخالية تماماً من الحفر والمطبات، فسورية تُعد من الدول التي تعتمد على الطاقة النظيفة، فهي خالية من التلوث والأزمات!
يصل الطلاب إلى مدرجاتهم وقاعاتهم الدراسية المزودة بأجهزة الإسقاط الضوئي والآيبادات المخصصة لكل طالب، مع توفير كافة مستلزمات العملية التعليمية من مخابر وتجهيزات ولوازم وغيرها، بحسب اختصاص كل كلية، والأساتذة والمعيدون يسبقون الطلاب إلى القاعات الدرسية، فهم متفرغون تماماً للعملية التعليمية، مع وفرة بالأجور والتعويضات ووسائط النقل الخاصة بكل منهم، فلا حاجة للكتب والدفاتر والأقلام في الجامعات السورية المتطورة!
تتوفر في كل كلية مكتبة مجانية مزودة أيضاً بأجهزة الكمبيوتر والإنترنت عالي السرعة، ليقوم الطلاب بمباشرة دراستهم والعمل على أبحاثهم بكل يسر وسهولة، مع وجود مشرفين متفرغين بكل مكتبة، ويقوم بعض الأساتذة الجامعيون، كل بحسب اختصاصه، بجولات على الطلاب في هذه المكتبات للإجابة عن أي تساؤل أو استيضاح من الطلاب، كي تسير العملية التعليمية على أكمل وجه!
ولا داعي لشراء الطعام وتكلفته المرهقة على الطالب وذويه، فالبوفيهات المجانية مفتوحة أمام الطلاب للحصول على حاجتهم من الوجبات الغذائية، المتنوعة والغنية، مع كل الاحتياطات بما يتعلق بالنظافة، فالدراسة تحرق الكثير من السعرات الحرارية التي يجب تعويضها، كما يوجد مركز صحي متكامل بكل كلية، فصحة الطالب وسلامته من أولويات الحكومة!
تجري الامتحانات بكل سلاسة، دون أية مشاكل أو منغصات، فالعملية الامتحانية مفتوحة المصادر ومؤتمتة بالكامل، ولا دور للعامل البشري فيها، ولا نسب نجاح مسبقة لكل مادة، حيث تظهر النتيجة مباشرة دون الحاجة لانتظار عمليات التصحيح، أو لمراجعة الامتحانات لإعادة النظر بالنتيجة أو لإعادة التصحيح!
لا ازدحام في النافذة الواحدة التي تقدم الخدمات الطلابية، فعمليات التسجيل السنوي مؤتمتة، وحياة الطالب الجامعي مؤرشفة بداتا متكاملة، حيث يمكن للطالب الجامعي طلب أية وثيقة ليستلمها مباشرة دون انتظار الموظف المسؤول، ودون الحاجة لاستقبال ردات الفعل السلبية بسبب منغصات الحياة المعيشية والخدمية، التي قد يعاني منها هذا المسؤول أو ذاك، مع الإعفاء من أية نفقة أو رسوم إضافية، فجميع الخدمات الطلابية مجانية بالكامل!
الجامعات الخاصة أغلقت أبوابها، فلا إمكانية لديها لمنافسة الجامعات الحكومية المجانية، بما يتوفر فيها من ميزات على كافة المستويات، مع أفق مفتوح أمامها لمزيد من التطور بما يخدم العملية التعليمية ومصلحة الطلاب، ولا مجال للحديث عن طبقية التعليم أو عن الوساطات والامتيازات لصالح البعض على حساب البعض الآخر، اعتباراً من مرحلة القبول الجامعي وحتى مراحل الدراسات العليا وصولاً للتخرج!
تُعد سورية مثالا يحتذى به بين الدول المتقدمة في دعمها للتعليم والعلم، ويُعد الطالب الجامعي السوري الأسعد والأوفر حظاً على مستوى العالم، لذلك فقد أصبحت الجامعات السورية بالمرتبة الأولى على مستوى التصنيف الدولي للجامعات، فأبحاثها العلمية والنظرية المقدمة باسم الطلاب والأساتذة تعتبر مرجعاً للكثير من الجامعات ومراكز الأبحاث في البلدان الأخرى، وخريجوها تتكاثر أمامهم عروض فرص العمل المغرية في الداخل والخارج!
فشكراً لما يتم بذله من جهود من قبل الحكومة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وللسياسات المتبعة التي أوصلتنا لما نحن فيه من أحلام يقظة!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1033