عدرا العمالية.. سرقة كابلات العدادات الكهربائية ظاهرة جديدة

عدرا العمالية.. سرقة كابلات العدادات الكهربائية ظاهرة جديدة

كابلات العدادات الكهربائية الموجودة داخل الأبنية والواصلة إلى المنازل، هي جديد السرقات في المدينة العمالية في عدرا، بغاية الحصول منها على بعض كميات النحاس، التي يتم تجميعها من قبل بعض الشبكات المتخصصة بهذا المجال على ما يبدو، كظاهرة جديدة مسجلة في المدينة.

سرقة الكابلات الكهربائية ليست جديدة، فقد سبق أن تم تسجيل الكثير من السرقات بغاية الحصول على النحاس فيها، سواء من خلال عمليات التعفيش، التي سارت على قدم وساق في الأبنية المهدمة أو الآيلة للسقوط طيلة السنوات الماضية، أو من خلال التعدي على خطوط الشبكة الرسمية، وقد وصل الأمر بالشبكات العاملة بهذا الاختصاص، بعد استنفاذ الأبنية المهدمة في المناطق التي كانت تعتبر غير آمنة، إلى المناطق الآمنة والآهلة بالسكان من خلال التعدي على كابلات الكهرباء في الأبنية المسكونة أيضاً.
فما تم تسجيله في المدينة العمالية مؤخراً بهذا المجال، تم تسجيله أيضاً في بعض المناطق والبلدات الأخرى.

شبكات التنحيس المتخصصة وراء السرقات

حوادث السرقة في المدينة العمالية، برغم محدوديتها النسبية، إلّا أنها لم تقف، بل هي مستمرة، لكن بدرجات متفاوتة، سواء من حيث العامل الزمني وتواتره، أو من حيث نوعية المسروقات، بما في ذلك كابلات الكهرباء، حيث سبق أن تم تسجيل حوادث سرقة لكابلات الكهرباء في بعض أبنية المدينة العمالية خلال السنة الماضية، وقد استؤنفت هذه السرقات مؤخراً، وتم تسجيل بعض السرقات الجديدة لهذه الكابلات.
فإذا كانت بعض السرقات يتم تبويبها على أنها أعمال فردية، فإن موضوع سرقة كابلات الكهرباء ليست كذلك، فهذا النوع من السرقات مرتبط عملياً مع شبكات أخرى تعمل على تجميع كميات النحاس.
فبعض «الغرامات» من النحاس التي يمكن الحصول عليها من بضعة كابلات منزلية بعد الإذابة والصهر ليست مغرية على مستوى العمل الفردي، لكنها مجدية من خلال العمل الجماعي للشبكات التي أصبحت متخصصة بهذا المعدن، تحت مسمى شبكات التنحيس.

مشكلة مركبة ومكلفة

المشكلة بالنسبة للمواطنين من الناحية العملية ليست بالسرقة فقط، كسلوك جرمي وصل إلى بوابات أبنيتهم وإلى داخلها، برغم أهمية هذا الجانب والخشية المشروعة منه، بل بالتكلفة التي سيتكبدونها من أجل إعادة وصل ما تم تقطيعه من كابلات كهربائية موصولة بالعدادات، سواء كقيمة للكابلات البديلة، أو كأجور لليد العاملة الفنية من أجل توصيلها، وهذه التكلفة عملياً أكثر من قيمة النحاس المسروق من الكابلات بأضعاف، ناهيك عن فترة الانقطاع الكهربائي لحين إعادة الوصل، برغم التقليل من أهمية هذا العامل في ظروف الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في المدينة، حالها كحال الكثير من بلدات ريف دمشق.

انقطاع التيار الكهربائي شريك بالجريمة

أما ما تندر به البعض بهذا الشأن فهو أنه لو توفر التيار الكهربائي لما كان من الممكن أن تتم عمليات السرقة للكابلات الكهربائية، وبالحد الأدنى كان تم لحظها مباشرة، لكن غياب التيار الكهربائي لساعت طويلة متواصلة كان مساعداً على تنفيذ السرقات بكل هدوء من الناحية العملية، وبالتالي فقد كان الانقطاع شريكاً في هذه الجرائم، وفي كل المناطق التي جرت بها سرقات شبيهة.

إلقاء القبض على الشبكات أهم

أهالي المدينة العمالية يطالبون بالمزيد من عوامل الأمان وعمليات الرقابة والمتابعة، من قبل عناصر الشرطة والجهات الأمنية المسؤولة عن المدينة، لرصد السرقات ومكافحتها.
فالسرقات لم تقف مؤخراً على الكابلات الكهربائية فقط، بل تعدتها إلى مضخات المياه في الأقبية، وإن أتيح للسارقين الدخول إلى البيوت أو المستودعات في هذه الأقبية فلن يقصروا بدورهم في سرقة كل ما يمكن أن تطاله أيديهم.
أما المتضررون من عمليات سرقة الكابلات الكهربائية في المدينة فقد لا يعنيهم إلقاء القبض على الفاعلين المباشرين لهذه السرقات فقط، بقدر ما يهمهم إلقاء القبض على الشبكات المشغلة لهم والمستفيدة من سرقاتهم، والتي تضحي بهم بالنتيجة، مع فرصة تشغيل غيرهم لاحقاً، خاصة في ظل الظروف المتردية معيشياً وخدمياً، وعوامل التهميش المتفشية، التي تدفع البعض الطائش للسلوك الجرمي عبر استقطابهم من خلال هذه الشبكات، أو من غيرها من شبكات النهب والفساد والإفساد.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1004
آخر تعديل على الإثنين, 08 شباط/فبراير 2021 00:55