قرية المزرعة.. زعرنات أمام المدارس

قرية المزرعة.. زعرنات أمام المدارس

ضاق أهالي قرية المزرعة، بالقرب من حمص، ذرعاً من السلوكيات الطائشة والشاذة لبعض الشباب المنفلتين أمام المدارس في القرية، فهذه السلوكيات لم تعد تقتصر بتأثيرها السلبي المباشر على طالبات القرية فقط، بل تعدتها وصولاً إلى المعلمات أيضاً، بما في ذلك القادمات من خارج القرية لتعليم بناتهم.

تظهر بعض السلوكيات الشاذة من قبل بعض الشباب الطائش، وخاصة خلال الموسم المدرسي أمام بعض مدارس الإناث (تلطيش ومعاكسة وزعرنات)، فحال الطيش من قبل بعض الشباب قد يعتبر بنظر البعض عادياً، وخاصة في سن المراهقة، لكنه يصبح خارج الحدود عندما يترافق مع بعض الزعرنات غير المسؤولة، وأكثر شذوذاً عندما ينعكس سلباً على الآخرين، والأكثر سوءاً عندما يترافق كل ذلك مع مظاهر الانفلات والاستقواء.

زعرنات واستقواء

الانعكاسات السلبية للسلوكيات الطائشة للشباب ربما ينخفض تأثيرها نوعاً ما مع وجود بعض القيود والضوابط، وخاصة ذات الطابع الرسمي، سواء أمام بعض مدارس الإناث خلال ساعات القدوم الصباحي وساعات الانصراف المسائي، أو خارج حدود هذه الساعات، وهو ما نشاهده أحياناً أمام بعض المدارس في المدن، حيث يتواجد بعض عناصر الشرطة، وإن كان ليس بشكل دائم، وبالرغم من عدم كفايتها، لكنها تظهر عارية وأكثر قبحاً في البلدات والقرى الصغيرة، التي يغيب عنها الكثير من عوامل الضبط الرسمي، وهذا ما نقله إلينا أهالي قرية المزرعة بالقرب من حمص.

فبحسب أهالي القرية، كل يوم عند موعد دخول الطلاب والطالبات إلى المدارس يتجمع عدد من الشباب الزعران أمام أبواب المدارس، حيث يقومون بمعاكسة الطالبات والآنسات، بما فيهن اللواتي يأتين من خارج القرية لتعليم أبنائنا، فالثقافة والحدود والقيود، الرسمية والمجتمعية، عند هؤلاء الزعران شبه معدومة للأسف.

وبحسب الأهالي، فإن الانفلات تزايد بسبب عوامل الاستقواء في ظل الظروف التي مرت على البلد، حيث أصبح القوي يأكل الضعيف، فإذا اشتكى أحدهم للجهات المعنية قد يتعرض للضغوط وللتهديد، أو ما شابه!

وعند لجوء الأهالي للاستعانة بطلب المساعدة من دوريات الشرطة تكون النتيجة محدودة، فبمجرد توجه عناصر الشرطة يلوذ هؤلاء الزعران بالفرار، ليعودوا عند ذهابهم.

وقد توجه العديد من الأهالي المنزعجين من هذه السلوكيات إلى إدارات المدارس في القرية، لمطالبتها بطلب دورية شرطة دائمة لمكافحة هذه الظواهر الشاذة، كالتجمع أمام المدرسة، وكثرة الدراجات النارية بشكل لا يوصف، حيث يقوم هؤلاء الزعران أيضاً بقيادة الدراجة النارية بشكل جنوني معرضين الطلاب والطالبات والمارة للخطر، بالإضافة إلى المعاكسة «والتلطيش»، لكن دون جدوى أيضاً، ربما خشية من ردود فعل ذوي الزعران أنفسهم، أو لعدم التجاوب مع هذا الطلب من قبل الجهات المعنية!

تطفيش

بحسب الأهالي، فإن بعض المعلمات من خارج القرية عبروا عن رغبتهم بتقديم طلبات نقل إلى مدارس أخرى «طفشاً» و«هرباً» من استمرار السلوكيات الشاذة «غير المقموعة» التي يتعرضن لها من قبل بعض الزعران، وهذا طبعاً ستكون له تداعياته السلبية على العملية التعليمية في القرية الصغيرة، ناهيك عن كل السلبيات التي يمكن أن تُساق بخصوص العملية التعليمية ذاتها!

الانفلات أكثر من ذلك!

بهذا السياق، تجدر الإشارة أيضاً إلى حادثة سابقة جرت في إحدى مدارس القرية «بدر الدين صقر»، نتيجة عوامل الطيش والاستقواء، وانفلات السلاح، حيث تعرض بها طالبان للإصابة بطلق ناري على إثر مشاجرة حدثت بين شابين، فقد طعن أحد الطلاب زميله بسكين، وعندما وصل الخبر لشقيق الشاب المطعون قام بإطلاق بعض رشقات الرصاص الحي على المدرسة.. هكذا، مما أدى إلى إصابة طالبين في المدرسة، وهو ما تمت تغطيته عبر بعض وسائل الإعلام في حينه.

مطالب محقة ومستعجلة

أهالي القرية يطالبون الجهات المعنية، اعتباراً من إدارات المدارس فيها، مروراً بمديرية التربية في حمص، وصولاً إلى قيادة شرطة المحافظة، وبقية الجهات الأمنية، باتخاذ التدابير اللازمة والعاجلة، الكافية والمستمرة، وخاصة مع عودة الدوام المدرسي حالياً، لمكافحة كافة الظواهر السلبية التي تسيء إلى القرية وأهلها وطلابها ومعلميها، فالانعكاسات السلبية للظواهر الشاذة التي تطال مراكز العلم حالياً في بعض جوانبها، ستكون أخطر على المستوى المجتمعي بحال استمرارها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1002