حدث في الزبداني.. المنيحة والقبيحة

حدث في الزبداني.. المنيحة والقبيحة

في ظل الاضطراب والترقب الذي يسود الشارع، ولاسيما في هذه الأوقات الحرجة، أو كما يطلق عليه أسبوع الحسم، خُيل للبعض أن هذه الازمة فرصتهم وأن شطيرةٌ من مال الفقراء لابد أن تكون لهم فيها حصة، فتزاحموا في مارثون استغلال الحاجة ورفع الأسعار.

فكما هو متوقع فالأسعار أصابها الجنون، بالإضافة للغش والغلاء والجشع، لكن هذه المرة لن تكونن الإدانة مقتصرة على التجار وسماسرة الأزمات، الذين اعتدنا على وضعهم في خانة أعداء مصلحة المواطن، بل على من سُلّموا المناصب والكراسي بغية رعاية مصالح الناس!.

تبرع ومكاسب مضاعفة

حدث في مدينة الزبداني أن تبرع أحد فاعلي الخير بـمبلغ ٤ مليون ليرة سورية، وذلك لبلدية الزبداني من أجل دعم الأهالي بمادة الخبز بالمجان بهذه القيمة، بسبب المتاعب التي أحدثتها البطاقة الذكية والمعتمدين، وهي مبادرة إيجابية لا شك.
لكن ما تم تداوله، وأكد عليه الأهالي، أن البلدية فرضت سعر ١٠٠ ليرة على الربطة الواحدة، علما أن سعرها النظامي في الأفران ٥٠ ليرة.
وبتفنيد الحساب فقد تم شراء مادة الخبز بـ٤ مليون ليرة كما هو مفترض، أي بحدود ٨٠ ألف ربطة بسعر ٥٠ ليرة للربطة الواحدة، وجرى بيعها بسعر ١٠٠ ليرة للمواطنين، أي أن هنالك ٨ ملايين ليرة فائضة في الحساب، لم يعلم أحد أي جيوب امتلأت بها؟!.

ربما لغط.. والحقيقة غائبة

وهنا ظهر أن هناك ربما لغطاً ما!، وعند سؤال الناس بحال حصلوا على الخبز بالمجان، أجاب أحدهم: «في سرقة عم تصير أكيد.. هيك تعودنا»، وعقب آخر: «كأنو عم يقولولنا لا تموتو بالكورونا موتو من الجوع»، والحديث هنا عن الحجج الواهية التي تشدق بها بعض المسؤولون عن آلية العمل بالملغ المتبرع به على حد قول الأهالي: «الخبز اللي عم نبيعو من غير فرن.. الخبز المجاني هوي خبز الفرن الآلي- الحكومي»، الأمر الذي يؤكد التبرع أولاً، ويشير إلى سوء العمل به ثانياً، علماً أنه أيضاً يتم بيع خبز الفرن الحكومي، ولم يحصل أحد على خبز مجاني منه!.
الحقيقة ما زالت غائبة، وربما مع الأيام ستظهر من كل بد، وخاصة عندما يصل لأسماع المتبرع ما حل بتبرعه، ولحينها ربما يكون لنا تتمة حديث!.
لكن بهذا الصدد لا بد من الإشارة إلى أن مثل هذه الأفعال تحول عمل الخير لسمسرة واستغلال، وكما قال أحدهم «صارت المنيحة قبيحة ع إيدين اللصوص»، في وقت يحتاج المواطن أمس الحاجة لتفعيل الدور التكافلي والاجتماعي، مع عوامل الالتحام للخروج من هذه الأزمة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
959
آخر تعديل على الإثنين, 11 أيار 2020 14:11