سهل الزبداني.. هموم ومعاناة دون مؤازرة
كان سهل الزبداني، ما قبل سنوات الحرب والأزمة، يعتبر المورد الأكبر والأهم لأهالي المنطقة على المستوى الاقتصادي والمعيشي، وذلك لما يحتويه من ثروة زراعية ممتدة على مساحات واسعة.
كان سهل الزبداني، ما قبل سنوات الحرب والأزمة، يعتبر المورد الأكبر والأهم لأهالي المنطقة على المستوى الاقتصادي والمعيشي، وذلك لما يحتويه من ثروة زراعية ممتدة على مساحات واسعة.
في ظل الاضطراب والترقب الذي يسود الشارع، ولاسيما في هذه الأوقات الحرجة، أو كما يطلق عليه أسبوع الحسم، خُيل للبعض أن هذه الازمة فرصتهم وأن شطيرةٌ من مال الفقراء لابد أن تكون لهم فيها حصة، فتزاحموا في مارثون استغلال الحاجة ورفع الأسعار.
بعض المطالب الخدمية للأهالي في الزبداني معلقة منذ ثلاث سنوات، مثل الكهرباء والصرف الصحي وترحيل الأنقاض وتأهيل الشوارع و..، وإلى أجل غير مسمى على ما يبدو، بسبب «الأولوية» بحسب مجلس بلدية الزبداني، على حد قول بعض الأهالي، الأمر الذي أثار غضب هؤلاء بسبب الاستخفاف بمطالبهم.
أدى ما شهدته منطقة الزبداني من معارك وأعمال عسكرية على مدار 7 سنوات لخروج 5 مشافٍ خاصة باختصاصات مختلفة عن الخدمة، إما بسبب الدمار أو أعمال التخريب، إضافة إلى المستوصف الحكومي الذي دُمِّر بالكامل، وكان الناجي الوحيد مشفى الزبداني، والمعروف بمشفى الجرجانية التابع لوزارة الصحة، الذي لم يتوقف عن تقديم الخدمات كونه خارج مناطق احتدام القتال نسبياً آنذاك.
تعرضت الأراضي الزراعية في منطقة الزبداني لأضرار عديدة، منها ما هو مفتعل ومنها العشوائي، نتيجة المعارك والاقتتال الذي شهدته المنطقة خلال سنوات الحرب.
منذ ثلاث سنوات، بعد اتفاق خروج المسلحين منها، عاد ما تبقى من أهالي الزبداني، الذين نزحوا إلى المناطق الآمنة المجاورة، إلى أحيائهم وبيوتهم التي أكلت جدرانها الحرب، معلقين: «منعيش بخيمة بس المهم نرجع ع حارتنا»، فقاموا بترميم بيوتهم، مع العلم أن تكاليف البناء تعد ثقيلة على السكان الذين عاشوا ثماني سنوات متحملين تكاليف الإيجار ونفقات أخرى دون مردود مادي بسبب فقدان أغلب الناس لعملها الأصلي.
يقول مثنى الهنداوي الباحث العراقي في علم الآثار: آكولا أو عاقولا هو اسم مدينة الكوفة في العراق كما ورد في كتابات باللغة البهلوية «الفارسية القديمة» نقشت على نقود تعود للفترات العربية الإسلامية. آكولا أو عاقولا صيغة آرامية الأصل تعني الحلقة أو الدائرة.
نستقبل عام 2018 وفي جعبتنا الكثير من أحمال عام 2017 وما قبله، من هموم معيشية وقضايا خدمية ومطلبية وحياتية يومية، ينوء بحملها السوريون.
اعتباراً من القضايا المطلبية والخدمية العامة، مروراً بآثار الحرب والأزمة وتداعياتها، وليس انتهاءً بالتحركات الشعبية المستمرة في بعض المناطق والبلدات، تستعرض قاسيون بعضاً من العناوين التي رصدت خلالها الكثير من القضايا والظواهر ومعاناة المواطنين على الصعد والمستويات كافة خلال عام 2017.
لا مكان للبكائيات والمراثي، فالحياة تفرض إيقاعها بجنونها وضراوتها وصخبها وضروراتها ومستلزماتها، فلا استسلام أمامها ولا انكسار معها، مهما اشتدت بقسوتها على التفاصيل اليومية.
عادت الزبداني، وتزايدت الأحاديث والتغطيات الإعلامية لهذه العودة، مع الكثير من الزيارات والاهتمام الرسمي، التي رافقتها حملات البهرجة والتصوير والتهليل.