الأربعاء الأسود كهربائياً في قدسيا
خارجاً عن التقنين- وتزامناً مع قدوم فصل الشتاء- شهد أهالي قدسيا «البلد» منذ عدة أشهر انقطاعاً متكرراً ودورياً للكهرباء كل يوم أربعاء تحت مسمى «الكهرباء الترددية» وبذريعتها، ولم يفهم أحد معنى كلمة «ترددية»، ولا تزامنها مع يوم الأربعاء من كل أسبوع تحديداً، وأُطلق على هذا اليوم لدى البعض بـ«الأربعاء الأسود!».
الكهرباء في منطقة قدسيا لا تأتي في هذا اليوم- الأربعاء- إلا دقائق معدودة فقط، وتكون ذات انقطاع متكرر- كل ثلاث أو أربع ساعات- تأتي دقيقتان!! وأحياناً يتم القطع ست ساعات متواصلة دون معرفة السبب، بالرغم من أنها تعتبر من المناطق المكتظة سكانياً، بالإضافة إلى ساعات القطع خلال بقية أيام الأسبوع طبعاً، والتي لا يعرف لها برنامج تقنين من عدمه.
والاستغراب من تحديد يوم الأربعاء أتى على لسان أحد المواطنين على الشكل التالي: «ليش يوم الأربعاء بالتحديد؟؟ لك حتى بالصومال ما صارت يا عالم!!».
أعطال وخسائر
هذا الشكل من القطع والوصل غير المنتظم بالتيار الكهربائي يوم الأربعاء كان له انعكاسات سلبية على المواطنين، حيث يؤدي عدم الانتظام إلى تضرر الأجهزة الكهربائية، وكما قال لنا أحد المواطنين: «أول مرة صارت فيها الكهربا هيك... انضرب ميتور البراد... مين الي ح يعطيني حق الميتور جديد؟!»، وغيره الكثيرون ممن لحق بهم الضرر الكبير بأجهزتهم الكهربائية وممتلكاتهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أغلبية قاطني هذه المنطقة هم من ذوي الدخل المحدود.. وممن لا حول لهم ولا قوة من عباد الله المفقرين.
ناهيك عن البرد القارس في هذه الأيام، والتي منعت أطفال الرضع وكبار السن والطلاب- لا يستطيعون فتح كتبهم في هذا البرد القارص- من حقهم بالتدفئة على مدار الـ 24 ساعة في هذا اليوم، كون الأغلبية يعتمدون على الكهرباء للتدفئة، لكونهم لا يملكون ثمن «المازوت»، ناهيك عن بعض أصحاب الفعاليات التجارية في المنطقة الذين انقطعت أرزاقهم في هذا اليوم من كل أسبوع، ولذلك تم اعتبار هذا اليوم بـ«الأربعاء الأسود».
وبحسب أهالي قدسيا، فقد سبق لهم أن تقدموا بالعديد من الشكاوى بهذا الشأن، لكن دون جدوى حتى الآن!، وكما وصفه البعض لنا «لا حياة لمن تنادي!!... المناطق المجاورة شفقت علينا وهنن لا!!».
لا عدالة بالتقنين
ربما تجدر الإشارة بهذا الصدد إلى واقع الكهرباء عموماً، خاصة بعد الإعلان الرسمي عن برنامج التقنين بواقع ساعتي وصل قطع 4 ساعات وصل، والتي يتمنى أهالي بعض المناطق أن يتم التقيد بها!.
فالكثير من المناطق تستمر فيها فترات القطع الكهربائي إلى عدة ساعات متواصلة، وأحياناً لأيام متتالية، والذريعة دائماً تتعلق بالاستجرار الزائد، وبمراكز التحويل وغيرها من الذرائع الأخرى، والنتيجة أن ساعات القطع والوصل الكهربائي تفتقر إلى العدالة، سواء على مستوى المحافظات والمدن، أو على مستوى المناطق والبلدات التابعة لهذه المحافظات، وهؤلاء الأهالي وعلى الرغم من عدم قناعتهم بالذرائع، وخاصة بعد حال الاستقرار النسبي الذي جرى على التزود بالطاقة الكهربائية خلال الفترة الماضية، يطالبون بالعدالة في التقنين الكهربائي بالحد الأدنى، مع ضرورة وأهمية انتظام التيار الكهربائي خلال ساعات الوصل درءاً لمخاطر ذبذبة التيار على الأجهزة الكهربائية، وتكبدهم مبالغ مرقومة من أجل صيانتها وإصلاحها.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 941