في لقاء أستراليا.. مدربنا المحلي مطالب بإصلاح ما خربه الأجنبي
تتجه أنظار محبي كرتنا المحلية إلى ملعب خليفة بن زايد في دولة الامارات، والذي سيحتضن يوم غد على أرضه مباراة من العيار الثقيل بين منتخبنا الوطني الأول بكرة القدم ونظيره الأسترالي، وذلك عند تمام الساعة الثالثة والنصف عصراً بتوقيتنا المحلي، ضمن إطار الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لبطولة كأس أمم آسيا 2019.
ويُمنّي مشجعونا أنفسهم بتحقيق فوز قد يكون كفيلاً لتأهل فريقنا إلى الدور الثاني من البطولة.
وكان منتخبنا قد افتتح مبارياته بتعادل مخيب للآمال أمام نظيره الفلسطيني، قبل أن يسقط خاسراً بهدفين مقابل لا شيء أمام المنتخب الأردني في مباراته الثانية.
صعوبة لقاء الفرصة الأخيرة.
أقال اتحاد الكرة المدرب الألماني للفريق، ووجد ضالته كالعادة بالمدرب فجر إبراهيم، والذي لا يتذكره الاتحاد إلا في الحالات الطارئة قبل أن يقيله في وقت لاحق.
وعقب وصول مدربنا إلى الامارات، بدأ تمرينه الصباحي بمطالبة اللاعبين بضرورة نسيان الماضي، ليذكرّهم بأنّه قادم من دمشق وحاملاً في حقيبته (صورة لشاب يبكي)، والتي اعتبرها أمانة في عنقه وفقاً لما أكد، وأنها مسؤولية يتحمّلها وحده، وذلك في محاولة منه لرفع حالة الضغط عن أفراد البعثة هناك، والتي أكدّت عدة مصادر إعلامية بأنها تعيش حالة إرباك.
وتكمن الصعوبة باقتصار خيار الفريق في اللقاء المنتظر على الفوز ليحافظ على حظوظه التنافسية في الفرصة الختامية له، عدا عن مطالبة الفريق بتغيير الصورة الباهتة التي ظهر عليها في اللقاءين الافتتاحيين، لتزداد الصعوبة لدى مواجهة أحد الفرق المرشحة بشكل دائم لتزعّم فرق القارة الأكبر في العالم.
الأسبوع الدرامي الرياضي
عقب نهاية لقاء منتخبنا مع نظيره الأردني، طالبت الجالية السورية المتواجدة في الملعب بالإقالة المباشرة لكل من المدرب الألماني «برند شتينغه» ورئيس اتحاد الكرة «فادي الدباس».
رئيس الاتحاد الرياضي العام متواجد هناك. اشتعلت المواقع الإلكترونية بأخبار متلاحقة عن الفريق وفقاً للرؤية الخاصة لكل منها، وحتى قنوات الإعلام العربي تواجدت في المشهد، فالإماراتيون حزينون على فريقنا باعتباره صاحب جماهيرية كبيرة قد يفتقدوها في تتمة البطولة، والأردنيون سخروا من فريقنا الذي توجّ نفسه قبل أن تبدأ البطولة وغيرها.
ومن إشاعة تفيد بعودة المدرب أيمن الحكيم لقيادة الفريق؛ نفاها الأخير، إلى صدور بيان إعلامي لاتحاد الكرة يعيّن فيه المدرب فجر إبراهيم.
في حين أوصت الخبرات الفنية السورية على ضرورة تحييد الفريق عن الضغوط ودعمه في لقاء الفرصة الأخيرة بغية الاستمرار، وحملّت المدرب الأجنبي مسؤولية تردّي النتائج وطالبت بعضها بفتح تحقيق مع اتحاد الكرة ومحاسبة المتورطين الذي جاؤوا به بقرار ارتجالي، لا سيما وأنّ راتبه يفوق راتب المدرب المحلي الذي سبقه بين 40 ضعف بأقل الأحوال إلى حد 62 كأقصاها، والتي دفعت له بشكل شهري منذ استلامه لمهمّته، من حسابات فريقنا المجمدّة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم. عدا عن المطالبات بحل منظمة الاتحاد الرياضي العام هنا، والترويج للشركات الكبيرة من رؤوس الأموال الجاهزة والراغبة للاستثمار في الرياضة!
توقيت صعب و ضغوط؟
جاء توقيت مشاركة المنتخب الوطني في ظروف عسيرة على شعبنا، فانحسار الأعمال العسكرية وبدء العودة التدريجية للأمان لم تكن كافية لإلغاء أزمات الكهرباء والمازوت والغاز وغيرها، كما ووصلت تكاليف المعيشة الشهرية لأسرة مكونة من 5 أشخاص إلى 318 ألف ليرة شهرياً بالحد الأدنى، الأمر الذي أصاب الحالة الجماهيرية الداعمة للفريق بهزة عقب نهاية لقاء المنتخب مع الفريق الأردني بالخسارة، وقد أشرنا لها في مقال سابق أنها بدأت كهمسات عشية نهاية استعداداته بلقاء الكويت، قبل أن تجاهر برأيها علناً وصراحة مبررةً ذلك ببعد لاعبي الفريق في نمط حياتهم عن الضغوطات المعيشية التي يعاني منها شعبنا، وعدم أهليتهم بتمثيله للفريق، فعن أية ضغوط يتعرّض لها لاعبو الفريق في الفترة الحالية؟
1- يتأثر لاعبو الفريق بجملة معقدّة من الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها، فبعضها يضبطهم كماكينات آلية ليصرّح اللاعبون عما تريد القيادة الرياضية إيصاله للشعب كراعية للرياضة، وعرابة لإنجازات الرياضيين، في حين تتصارع شركات رؤوس الأموال الكبرى لترعى الفريق في تجهيزاته ومكافأته فتظهر بمظهر الرعاية الأبوية له، بعد أن تأخذ محبة الجماهير للفريق في حسابات الربح والخسارة لميزانيتها من ناحية، وتدعم حظوظها في مشاريع إعادة الإعمار القادمة من ناحية أخرى.
2- خلال التصفيات المونديالية، تحلّى لاعبونا بمسؤولية عالية وحققوا نتائج ملفتة، والتي لم يخفَ تأثيرها على أحد من أبناء وطننا بجميع انتماءاتهم وأماكن تواجدهم، ليأتي إعلامنا المحلي ويتعامل بشكل سطحي مع الحالة تلك، فعلى سبيل المثال: نشرت صفحة الاتحاد الرياضي العام صورة استفزازية لممثلة تعرب عن دعمها للفريق، في حين أغرقت الصحف المحلية البارزة المواد الخاصة بالفريق بتحليلات شخصية وذاتية تفتقر إلى النظرة العلمية في التعاطي مع الفريق، وأخرى غيرها تطالب بدعم الفريق ولكنها في ذات الوقت تنشر أخبار عن كواليس الفريق بمشاكل شخصية بين اللاعبين، لتكتمل الصورة بعرض مشهد (المستحيل مانو سوري) على الشاشة المحلية والمواقع الإلكترونية للممثل أيمن زيدان، وغير ذلك...
عوامل عديدة تحتاج إلى بحث معمّق لقياس الأثر النفسي الكبير الذي تلقيه بالمحصلة المجتمعة لها على لاعبي الفريق، وإن كانت بداية حلها تستحيل دون قرار سياسي، إلا أنّه من الخطأ تجاهلها توفيراً على نفوسنا لعناء التدقيق بها ومعرفة دوافع كل جهة تحشر نفسها بالمنتخب وحاجتها بذلك، أهي دعم أو رعاية أو حبٌّ للظهور أو للدعم أو غير ذلك؟
عودة للفريق:
يعتبر المدرّب فجر إبراهيم من أهم الخبرات الكروية بالمعنى الأكاديمي في تعليم كرة القدم، وهو المدرب الذي يتصدّى لمهمّة إعادة الفريق للسكة الصحيحة في ظرف أربعة أيام، وإصلاح ما تخرّب به خلال سنة بعد نهاية التصفيات المونديالية، كما أنّه من أكثر المدربين المحليين قيادة للمنتخب الوطني في تاريخ مشاركاته.
ويحظى بتقدير المدربين المحليين والذين يستغربون بطريقة تعاطي اتحاد الكرة معه ويتعاطفون معه، إلّا أنّه مُلامٌ من مدربين آخرين لقبوله دور المسعف في كل مرة.
ومن المفارقة التي تدعو للسخرية من اتحاد الكرة، أنّه استطاع التوافق مع مدربنا على مهمّة قيادة المنتخب الأول بسرعة، بعد أن فشل في التوافق معه على قيادة المنتخب الأولمبي سابقاً وخلال مدة مفاوضات طويلة.
أياً يكن، فإنّه لمن الواجب دعم المنتخب الوطني في مشاركته الحالية، والعمل على تسليط الضوء لما يحدث في الكواليس الخاصة به في ظل حالة التكتّم عنه لدى الإعلام الرسمي لمنظمة الاتحاد الرياضي العام واتحاد كرة القدم، والنظر بما يروّج له في قنوات الإعلام المحلي على أنه دعم للمنتخب وتطوير للرياضة.