أهالي «الشامية».. فضفضة ومعاناة
مع عودة قسم من أهالي الريف الشرقي في دير الزور الممتد (من المدينة إلى البوكمال جنوب نهر الفرات)، إلى منازلهم، حيث وجدوا بيوتهم قسم منها مدمَّر بالكامل، وقسم منها مدمَّر جزئياً وقد تعرضت للتعفيش، ولا تتوفر أي من مستلزمات الحياة فيه.
تتابع قاسيون تغطية واقع هذا الريف ومعاناة الأهالي من خلال ما طرحوه بشكلٍ مباشر.
الزراعة دون اهتمام
أبو حسين: حَدَّثنا عن وضع الزراعة في المنطقة، وقال: إن أهالي الريف كان اعتمادهم الكلي على الزراعة، ولا أعرف لماذا لم يهتم مسؤولو دير الزور بهذا الريف، وكما أعلمكم بأن مشروع الري الذي يسقي قسماً من الريف متوقف منذ الشهر العاشر في السنة الماضية، والجمعيات الزراعية في معظم القرى محركاتها معفشة، ويوجد فيها خراب ودمار، لا أحد يريد أن يسمع كلامنا، وأرجو من صحيفتكم قاسيون أن توصل صوتنا إلى الحكومة عسى ولعل أن نجد آذاناً مصغية، ونطالب بـ:
تشكيل مجلس في كل جمعية زراعية بمتابعة أمور الجمعية الزراعية، لكي نعيد جزءاً من الحياة للريف.
تأمين السماد والبذار للفلاحين.
إعطاء الفلاحين قروضاً ليتمكنوا من زراعة أراضيهم.
ونعلمكم بأن السيد المحافظ واتحاد الفلاحين وعدونا بتشكيل وتفعيل الجمعيات ولكن لم ينفذ شيء حتى الان.
أبو خالد يقول: يجب على مسؤولي دير الزور العمل على عودة المهجرين في الطرف الثاني من الجزيرة، كونهم هربوا من الحرب، وهم اليوم يريدون العودة إلى منازلهم، ولكن لديهم مشاكل، منها: مشكلة الضرائب، التي تفرض عليهم على معابر الدخول من ضفة نهر الفرات «شامية» وحسب ما يروي أبو خالد، فإن الدراجة النارية ضريبتها 25000 ل.س، والسيارة الصغيرة 200000 ل.س
والسيارة المتوسطة «أنتر» 400000 ل.س، والسيارة الكبيرة «الشحن» 800000 ل.س، وإذا كانت السيارة فيها أغنام فعلى كل رأس غنم 5000 ل.س.
ونعلمكم بأن الثروة الحيوانية الأكثر في الجزيرة، وأن نسبة الجرارات الأكبر أيضاً في الجزيرة، ونطالب بعودة أصحاب الأغنام والسيارات والجرارات إلى ريفهم، لأن عودتهم تنعش الريف والمدينة، ولكنهم عاجزون عن دفع الضرائب، ويتساءل المواطنون عن المبرر القانوني لهذه الضرائب؟
ويتابع أبو خالد: على الحكومة ومسؤولي دير الزور أن يفتحوا باب المصالحات لأن أكثر الناس متخوفون من تقارير كيدية.
وأضاف أبو خالد: نطالب بتشكيل لجنة مصالحة حقيقية بعيدة عن المال والسمسرة، وعلى التلفاز مباشر إسوة ببقيةِ المحافظات.
غياب مؤسسات الدولة
والحاجة للمساعدة
أبو محمود: إن أهالي الريف الشرقي فعلاً منكوبون، لا يوجد لدينا أي شيء، ونطالب الهلال الأحمر والمنظمات الخيرية من خلال صحيفتكم قاسيون، أن يدعموا أهالي الريف بسلال غذائية وبشكل دوري وشهري، ونطالب منظمة الهلال الأحمر بتأمين قرطاسية وكتب ولباس مدرسي، لأن أطفالنا عانوا من المنظمات الإرهابية ويجب تأهيلهم فكرياً من خلال إرسال كادر تعليمي متميز وقدير، ونطالب بدعم مستوصفات الريف، وتأمين الدواء للمسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، ودواء للأطفال، كما نطالب بتفعيل مؤسسة العمران في المياذين ليتمكن المواطنون من شراء مواد البناء لترميم بيوتهم.
أم حسان حدثتنا بقولها: نسمع من الحكومة أقوالاً بدون أفعال، والفاسدون متكاتفون كفريقٍ واحد على الشعب الفقير الذي لا حول له ولا قوة.
وتابعت أم حسان كلامها، بغصة وحرقة قلب، وتقول: جمعنا رئيس البلدية ذات يوم وقال: بأن الهلال الأحمر سوف يأتي ويوزع علينا معونة قيّمة، وبعد أن جمع الناس تفاجأنا بأن السيد المحافظ ووزير النفط ووزير الاتصالات جاؤوا في موكب إلى حشدنا المجتمع عند بناء البلدية، وبدأ الهتاف والأناشيد باستقبال المحافظ، ووعدنا بأن مطالب قريتكم سوف تنفذ في وقت قريب، وتم تصوير هذا الحشد الجماهيري، وفرح المحافظ ومن معه، وتكرّم علينا لكل عشرة بيوت كيس طحين، وكانت هذه صدمة بالنسبة لنا، علماً بأنهم أخبرونا بأنها معونات قيّمة.
ووعدنا أيضاً بأن يعيدوا النفوس إلى منطقة المياذين، ومنذ ثلاثة أشهر ولكنهم أخلفوا أيضاً.
هذا ما بينته أحاديث بعض أهالي الريف الشرقي عن واقعهم ومعاناتهم، والمتاجرة بها، ويتساءلون: هل من مجيب.!؟