تورا.. مياه آسنة وضرر بيئي وصحي
لماذا توقفت عمليات تنظيف وتعزيل نهر تورا، وهو أحد أكبر فروع نهر بردى داخل دمشق؟
هو سؤال على ألسنة المواطنين من سكان المناطق المحاذية لمجرى النهر أعلاه، حيث يقول هؤلاء: إن عمليات التعزيل والتنظيف لهذا المجرى قد توقفت منذ أكثر من شهر، بعد أن وصلت مراحل التعزيل لمنطقة الروضة وصولاً إلى منطقة الجسر الأبيض فقط، ومازال القسم المتبقي على حاله من تراكم القاذورات وبقايا المياه الآسنة، مع ما تخلفه هذه وتلك من ضرر بيئي وصحي وروائح كريهة، بالإضافة إلى تكاثر البعوض والحشرات الأخرى، مع ما تحمله من عوامل ممرضة كثيرة.
هؤلاء المواطنون سجلوا استغرابهم من توقف الأعمال، بعد كل الدعايات والترويج من قبل المحافظة عمّا نفذته من أعمال، وعن المشروع المتكامل لمعالجة تلوث نهر بردى بفروعه كافة من النبع إلى المصب، مع ما جرى الحديث عنه حول تنفيذ محطات معالجة خاصة بالمشروع أيضاً، وما تم رصده من أموال لهذه الغاية!
أما الاستغراب الأكبر فهو: أن النهر تم إيقاف تدفق المياه فيه من أجل استكمال عمليات التعزيل والتنظيف بالشكل المطلوب، ومع اقتراب فصل الشتاء وما يرافقه من أمطار مصاحبة يبدو أن قطع المياه عن النهر سيصبح دون جدوى، وبالتالي فإن عوامل الطبيعة من برد وأمطار هي من ستحول دون تنفيذ هذا الاستكمال على مستوى تنظيف ما تبقى من مجرى لهذا النهر، وربما يتم تأجيل هذا الاستكمال إلى ما بعد نهاية فصل الشتاء غالباً!
بدورنا نعمم، أن ما تم على مستوى مجرى نهر تورا، جرى كذلك الأمر على نهر يزيد في المستوى الأعلى من فروع بردى داخل دمشق، مع ما يرافق ذلك من مغبات سلبية يحصدها المواطنون من سكان المناطق المحاذية لمجرى هذا الفرع أيضاً، على المستوى الصحي والبيئي.
فلماذا التأخر في التنفيذ والتوقف فيه، ولماذا هذه اللامبالاة بصحة المواطنين والبيئة المحيطة بالمناطق المحاذية لمجرى فروع بردى في دمشق؟