أهالي الزبداني ومعاناتهم المغيبة!

أهالي الزبداني ومعاناتهم المغيبة!

عادت الزبداني، وتزايدت الأحاديث والتغطيات الإعلامية لهذه العودة، مع الكثير من الزيارات والاهتمام الرسمي، التي رافقتها حملات البهرجة والتصوير والتهليل.

بالمقابل فقد كان الغائب الوحيد عن هذه الأحاديث والتغطيات كلها هم أهل المدينة، ومعاناتهم القديمة والجديدة المتجددة.

معاناة مستمرة
فبعد المعاناة التي تكبدها هؤلاء طيلة الأعوام الستة الماضية، والتي فرضت على الكثير منهم النزوح من مدينتهم إلى مناطق قريبة أو بعيدة، أو التي فرضت على قسمٍ منهم البقاء ليعانوا من مغبات ممارسات المجموعات المسلحة، بالإضافة للمعاناة جراء الحصار، لم يتمكنوا من أن تكتمل فرحتهم، خاصة في ظل الواقع الاقتصادي المعاشي، الذي يستنزف الإمكانات، وفي ظل عدم توفر فرص العمل، وخاصة الفلاحين بسبب طول مدة خروج أراضيهم الزراعية عن الخدمة، والتي تعتبر المصدر الوحيد لرزقهم ومعيشتهم.
تعددت مصادر المعاناة الجديدة بالنسبة لهؤلاء، اعتباراً من عدم تمكنهم من العودة إلى بيوتهم التي طالها الدمار والتخريب والتعفيش، مروراً بالإنذارات التي تلقوها من أجل إخلاء البيوت التي سكنوها مؤقتاً من قبل أصحابها، وهذا حقهم لا ينكرونه عليهم، ولكن واقع الفقر وضيق ذات اليد يحول دون تمكن هؤلاء من دفع بدلات الإيجار الشهرية المرتفعة، وصولاً إلى واقع تردي الخدمات والبنى التحتية في المنطقة، والتي تحتاج لإعادة التأهيل، وليس انتهاءً بملف التعويضات التي يطالبون بها دون جدوى حتى الآن.

وعود رسمية ومستثمرون!
رغم الكثير من الأحاديث والوعود الرسمية على مستوى تأهيل وتحسين الخدمات والبنى التحتية، والحديث عن رصد الاعتمادات والأموال المخصصة لذلك، إلا أن واقع الحال يقول: إن الأولويات على المستوى التنفيذي لهذه الخدمات والبنى التحتية يتم حصادها من قبل أصحاب المطاعم والمنتزهات في المنطقة، مع ما رافقها من دعاية على المستوى الترويجي لإعادة النشاط السياحي للمنطقة، والتي تحقق لهؤلاء الأرباح، طبعاً مع الأخذ بعين الاعتبار ما تم التصريح به من إمكانية منح القروض الميسرة لهؤلاء من أجل استعادة الأنشطة والاستثمارات السياحية في المنطقة، مع تغييب حقوق ومصالح الأهالي.
وكأن منطقة الزبداني عبارة عن مطاعم ومنتزهات وسياحة واستثمار فقط، ولا يوجد فيها سكان آهلون لهم حقوقهم كما غيرهم، وخاصة على مستوى تمكنهم من ترميم بيوتهم وتعويض ممتلكاتهم!.

مطالب محقة
أهالي الزبداني لديهم مجموعة من المطالب المحقة والعاجلة، والتي يمكن تلخيصها بالتالي:
الإسراع في إعادة الإعمار للمنطقة، وتوفير الإمكانات الكفيلة بتحقيق ذلك.
صرف التعويضات المالية لأهالي المدينة لقاء الأضرار التي لحقت بمساكنهم وممتلكاتهم.
صرف التعويضات المالية المناسبة لأصحاب الأراضي الزراعية التي خرجت عن الخدمة طيلة السنوات السابقة، من أجل أن تستعيد هذه الأراضي إنتاجها الزراعي التي تشتهر به الزبداني، وخاصة الأشجار المثمرة بالفواكه على أنوعها.
إعادة تأهيل البنى التحتية، وخاصة شبكات المياه والكهرباء.
تخفيض ساعات التقنين الكهربائي، وخاصة قبل حلول فصل الشتاء، باعتبار أن المنطقة من المناطق الباردة التي تغطيها الثلوج في هذا الفصل.
أخيراً، أن ينال هؤلاء بعض من الاهتمام الحكومي الرسمي أسوة بالاهتمام بأصحاب الرساميل والاستثمارات السياحية في المنطقة وغيرها من المناطق.

معلومات إضافية

العدد رقم:
829