فلاحون بانتظار الفرج!

فلاحون بانتظار الفرج!

على إثر الشكاوى المتكررة من قبل عدد من أهالي يحمور، الأعضاء في جمعية يحمور الفلاحية، على المخالفات المتكررة لرئيس الجمعية الفلاحية، تم التجاوب أخيراً عبر عزل رئيس الجمعية وإعفائه من مهامه.

 

حيث كانت آخر مخالفات المذكور هي التعدي الفاضح على أملاك الجمعية الاعتبارية، في العقار(8) من منطقة يحمور العقارية، والتي تم استعادتها.

تواطؤ وتقصير!

لقد قام المذكور سابقاً، بقلع أشجار البرتقال التابعة للجمعية، وتغيير الحدود الخاصة بالعقار المذكور، وقام بتشييد بناء كامل خاص له، وفي وضح النهار، وبدون أية موافقة من اتحاد الفلاحين أو البلدية، أو أية جهة حكومية رسمية، وعلى عينك يا تاجر.

الحقيقة، أن تصرفات رئيس الجمعية الفلاحية، وأمثاله الكثيرين، لا يقومون بتلك الأعمال المخالفة، لكل قوانين اتحاد الفلاحين والقوانين الأخرى النافذة، إلا بتواطؤ أو تقصير أو إهمال العديد من الجهات الرسمية المرتبطة بها، ولولا الشكاوى المتكررة من قبل الفلاحين وأعضاء الجمعية، لاستمرت المخالفة، ووضع اليد على العقار.

وللعلم فإن جمعية يحمور الفلاحية، تعتبر أهم جمعية فلاحية في محافظة طرطوس، لا بل إنها من الجمعيات المعروفة على مستوى سورية، وهي الفائزة في فترة الثمانينات بجائزة (إحدى الجمعيات العشر الأولى على مستوى اتحاد فلاحي سورية) وهي الفائزة في فترة التسعينات بجائزة الجمعية الأولى في طرطوس وفي الساحل السوري كله، لأنها بلدة المليون شجرة برتقال؟!

تجارة وسمسرة

للأسف، أصبحت الجمعية في السنوات الأخيرة في الحضيض، لا بل أصبحت مجرد جمعية فلاحية شكلية، فقد كان رئيسها يقوم بمجرد دور تاجر جملة لتصريف أعمالها، وقبض الملايين، جراء عمليات الفساد المتكررة والتلاعب في بيع وشراء الأسمدة في السوق السوداء، وبيعها للتجار بدون حسيب أو رقيب، وكذلك التلاعب بحصص الجمعية في العلف والزيوت ومحاصيل الجمعية الاعتبارية، حسب أقوال الفلاحين.

ومع عزل رئيس الجمعية مؤخراً، استبشر الفلاحون خيراً عسى أن تستعيد الجمعية بعضاً من دورها وألقها المفقود، وعسى يستفيد الفلاحون منها بشكل حقيقي وملموس.

يقول الفلاح م.ح: «كنا لا نعرف شيئاً عن الأسمدة التي يجب أن تباع للفلاحين بأسعار مقبولة، رغم الارتفاع الجنوني لها، وعدم تمكن أغلب الفلاحين من شرائها، ولكنها في الأحوال كلها هي أسعار أخفض من أسعار تجار السوق السوداء بحوالي الـ50%».

التذمر مستمر

يتساءل الفلاح غ.ق: «أين العلف، وأين جمعية الفلاحين من مربي الأبقار وغيرها، وأين الزيوت، وأين المازوت المخصص لجمعية يحمور، خاصةً أن جميعتنا هي قرية الألف بئر ارتوازي، نعم ألف بئر ارتوازي؟! ولكن لا نرى شيئاً لمساعدتنا!».

المزارع ي.م قال لقاسيون: «منذ سنوات ونحن نعاني من الفساد والمحسوبيات في الجمعية، وكلنا نسأل كيف يتم الانتخاب الذي يتم التلاعب به بطرق مختلفة، والتحايل على أعضاء الجمعية بعدم سماع أغلبهم بالانتخاب، أو تغليب الانتخاب بطرق ملتوية! فهل يعقل بأن يبقى رئيس جمعية فلاحية مدى الحياة، هو وعائلته؟ فمرتين كان هو؛ ومرةً جاء ابنه؛ وبعدها جاءت زوجته؛ وبعدها عاد نفسه لرئاسة الجمعية! فهل نحن في تنظيم فلاحي أم في ملكية خاصة؟!».

نبيع أرضنا.. ولا حياة لمن تنادي!!

الكثير من التجاوزات جرت ولسنوات طويلة، رغم حديث الكثيرين عنها!.

الفلاح ك.و قال غاضباً: «الفلاح مالو حدا، فالطبيعة والطقس ضدنا، وموسم الحمضيات في مهب الريح، واتحاد الفلاحين والحكومة متفرجة، بل إنها مع التجار والسماسرة ضدنا، الله يجيرنا».

الفلاح ن.م تحدث غاضباً لقاسيون: «أنا والد شهيد، وأتساءل أين الجهات الحكومية من معاناتنا، أين اتحاد الفلاحين من آلامنا وهمومنا، فالناس أصبحت تبيع أرضها من أجل الوفاء بديونها، وأنا أتحدى أي مزارع أن يعيل أسرته، أو يشيد بناءً لأولاده دون أن يبيع قطعة أرض، وأنا أسأل الجهات المعنية كلها؛ هل نحن نقدم أولادنا شهداءً، وتجار الأزمة والفاسدون يكدسون الملايين بدون حسيب أو رقيب؟»

وأضاف: «الغريب أن كل مسؤول بالدولة، تشتكي له عن أي موضوع، يضع الأزمة حجة له، كي يبرر أو يتهرب من المسؤولية، أنا لن أتحدث أكثر من هذه الجملة (يلي استحوا ماتوا)»!.           

معلومات إضافية

العدد رقم:
805