حلب الغارقة في العتمة!

حلب الغارقة في العتمة!

ما زالت السرقات والتخريب هي الفيصل المانع في موضوع استعادة الحياة لشرايين حلب المقطوعة كهربائياً.

 

فالمحطة الحرارية معطلة بسبب التخريب، وبناءً عليه فقد تم استجرار التيار الكهربائي من محافظة حماة، عبر الزربة سابقاً، ولكن بسبب الوضع الأمني الأخير في ريف حماة، فقد انقطعت الكهرباء عن المدينة بشكل كلي مرةً أخرى.

وبالنتيجة ما يصل من طاقة كهربائية ضئيلة للمدينة، يتم توزيعه إلى المشافي والأفران فقط، وذلك للضرورة والأهمية، وذلك حسب ما أفاد به مدير شركة كهرباء حلب، عبر إحدى وسائل الإعلام.

نماذج

بتاريخ 29/3/2017 تمت سرقة المركز ج5 125، الكائن في جمعية الزهراء ساحة النورس كاملاً، مع مكوناته كافةً، حسب ما أعلنته شركة كهرباء حلب، عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك».

كما سبق وأن سرق المركز ك 127، الكائن في جمعية الزهراء جانب المختار كاملاً مع شبكته، كذلك الأمر.

أما المركز ده 5 14، الكائن جانب مخفر الميدان، فقد تعرض سابقاً لقذائف كثيرة أدت لكسر عدد من الأعمدة، كما تضرر برج المركز، ثم تمت سرقة شبكاته الهوائية وكابلاته، وهو خارج الخدمة لحين إعادة تأهيله التي تحتاج إلى دراسة كاملة.

المركز ت 79 الكائن في منطقة حلب الجديدة جانب المقبرة، تعرض لسرقة الكابلات، وكسر المحولة.

تم تخريب المحولة 400kva، في المركز التحويلي و ت 54، وقد تمت إعادة تأهيلها نهاية آذار.

سرقات متكررة

هذه نماذج فقط عما يجري من عمليات تخريب وسرقة مستمرة للكابلات النحاسية، والمحولات والقواطع ومراكز التحويل، وغيرها من التجهيزات، والمعدات التشغيلية لشبكة الكهرباء في المدينة.

حتى أن البعض منها، يتم إعادة تأهيله، ويتم اختباره وتشغيله، ثم ما تلبث الأيدي العابثة أن تطاله بالسرقة والتخريب مرةً أخرى، وهكذا دواليك، صيانة وإصلاح وتشغيل، ثم سرقة وتخريب، وكأن القائمين على تلك العمليات من السرقات المنظمة والتخريب، متابعون ومتفرغون لهذه العمليات، ولم لا؛ فالأمر مغرٍ ومربحٍ وغير مكلفٍ!.

مدير كهرباء حلب قال: إن الشركة أصبحت تعتمد على كابلات الألمنيوم أثناء عمليات الاستبدال للكابلات النحاسية المسروقة، كون النحاس هو المغري للسرقة، كما عبر عن تأييده لموقف المواطنين المستغربين لموضوع استمرار عمليات السرقة والتخريب. 

مصالح متشابكة على حساب المواطن!

لسان حال المواطن الحلبي تجاوز عتبة الاستغراب، وهو يقول: إن هذه السرقات المتكررة لم تخرج عن حيز التغطية والتمويه والتعمية عن الفاعلين الحقيقيين، فمن غير المقبول بالنسبة إليهم أن تتم تلك السرقات بوضح النهار، وعلى مرأى ومسمع ومشاهدة الجميع!.

والمأساة الأكبر بالنسبة إليهم، تتمثل باستمرار اضطرارهم لاستجرار الكهرباء عبر مولدات القطاع الخاص، الذي اغتنى على حسابهم، كما على حساب معيشتهم بسبب ارتفاع أسعارها وتحكم أصحاب الأمبيرات بهذا السعر، وفقاً للحاجة والضرورة، وفي الوقت نفسهِ لا يبرؤون ساحة أصحاب تلك الأمبيرات من مصلحتهم في استمرار قطع التيار الكهربائي عن الشبكة العامة، بالتوازي مع مصلحة المستفيدين من تلك لسرقات، ومن خلفهم فساداً ونفوذاً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
804