أهالي حوض اليرموك والنزوح المتكرر!
مرةً جديدة ينزح آلاف المدنيين من حوض اليرموك، على إثر المعارك الدائرة بين ما يسمى «جيش خالد ابن الوليد»، المبايع لتنظيم «داعش» الإرهابي، مع الفصائل المسلحة الأخرى المتواجدة في المنطقة، على تلاوينها ومسمياتها وتبعيتها المختلفة.
أهالي العديد من القرى والبلدات، جلين- سحم الجولان- تسيل- عدوان، وغيرها، اضطروا للهرب من بطش التنظيم الإرهابي وممارساته، في قطع سبل الحياة أمام هؤلاء، بعد أن فرض سيطرته على تلك البلدات والقرى.
وما زال هناك الكثيرون، ممن لم تسعفهم الظروف للهرب خارج تلك القرى والبلدات، حتى الآن، وهؤلاء يقدروا بعشرات الآلاف، وقد فَرَض عليهم التنظيم الإرهابي الكثير من القيود والشروط، بالإضافة للمعاناة من الحصار المفروض عليهم من قبل الفصائل على المعابر والطرقات.
سرقة المخزون الغذائي والتمويني
لقد عمد التنظيم، وفور سيطرته على تلك البلدات، إلى سرقة محتويات المستودعات الغذائية والتموينية كافة، بما في ذلك ما هو موجود من دقيق في الأفران، حيث خرجت عن الخدمة، كما عمد إلى إغلاق المحال التجارية كافةً أيضاً، بعد أن أفرغ محتوياتها لمصلحته، وخاصةً الكبيرة منها، مما جعل حياة الأهالي رهناً بمزاجية عناصره، بالإضافة لإجراءاته العقابية الأخرى تجاه الأهالي، من اعتقالات أو تصفيات جسدية ميدانية، ما جعل من حياتهم أكثر بؤساً وشقاءً وعوزاً.
النازحون لجؤوا إلى القرى القريبة، في منطقة وادي اليرموك، وقد اضطروا للسير مشياً على الأقدام، بسبب وعورة التضاريس في الممرات الآمنة المتاحة أمامهم، نتيجة إغلاق الممرات والطرق من قبل التنظيم، ومن قبل المجموعات المسلحة الأخرى في المنطقة.
المدنيون مستنزفون وضحايا
البلدات والقرى التي استقبلت هؤلاء النازحين، زيزون- تل شهاب- العجمي، وغيرها، واقعة أصلاً تحت سيطرة الفصائل المسلحة، وهي مستنزفة سلفاً من ناحية المستلزمات المعيشية وضرورات الحياة، وفي ظل هذه السيطرة، وما يتبعها من تحكم بهذه المستلزمات من قبل أفراد وعناصر هذه الفصائل، ولمصلحتهم، على حساب الأهالي، فكيف بالوافدين الجدد من نازحي حوض اليرموك إليها.
فقد اكتظت تلك القرى، ما أدى لارتفاع أسعار بدلات الإيجار، بالإضافة لعدم توفر الأعداد الكافية من الخيام، لتؤوي هؤلاء، بالإضافة للمعاناة من النقص بمستلزمات الحياة اليومية الضرورية، من غذاء وأدوية ومحروقات وغيرها، ناهيك عما يعانونه من تداعيات العمليات العسكرية، نتيجة الاشتباكات، شبه الدائمة، بين الفصائل المسيطرة، والمتبدلة بالسيطرة على هذه القرى والبلدات، وبين تنظيم «داعش»، وما تستتبعه من إصابات وجرحى وقتلى، بين صفوف المدنيين غالباً.
فكي كماشة؟
يشار إلى أنه سبق وأن تظاهر بعض أهالي بلدات حوض اليرموك، الواقعة تحت سيطرة «جيش خالد ابن الوليد» التابع لـ «داعش»، مطلع العام، مطالبين بفتح الطرقات والمعابر، من قبل الفصائل المسلحة، التي كانت تتقاسم الحصار على هؤلاء مع التنظيم الإرهابي، عبر إغلاق الطرق والممرات كافة أمام الأهالي من المدنيين، الراغبين بالهرب من بطش التنظيم وممارساته، كما كانت تقنن عليهم في تأمين مستلزمات معيشتهم، من أغذية وأدوية ومحروقات، والتي كانت وما زالت بأيدي بعض المستغلين من المحسوبين على هذه الفصائل المسلحة، بالإضافة إلى فرض إتاوات على الدخول والخروج، عبر الممرات المسيطر عليها من قبلهم.
تعتيم إعلامي!
ذلك كله جرى وما زال يجري في ظل تعتيم إعلامي، سواء من قبل التنظيم الإرهابي «داعش» أو من قبل المجموعات المسلحة والفصائل العديدة المنتشرة في المنطقة، ومن خلف هذا وذاك، من رعاة دوليين وإقليميين، ووسائل إعلامهم، ومنظماتهم التي تدعي الإنسانية، وتوظفها حسب مصالح هؤلاء الرعاة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 801