المرشد النفسي في المدارس. . . آفاق و إمكانيات

بالرغم من حداثة هذا الاختصاص (الإرشاد النفسي) في مدارسنا، إلا إن أهميته في بناء الجيل تأتي في سلم الأولويات التربوية والتعليمية ضمن مجتمع عانى الكثير من الويلات من الطرق التربوية التقليدية خصوصاً أن البيئة المدرسية هي امتداد لتلك البيئة الأسرية المتميزة بعلاقاتها المعقدة والتي لاتسمح لأحد أن يتدخل في شؤون تربية أفراده إلا بماينسجم مع عقليتها وسلوكها.

ولعل من طرق التربية الحديثة هي ترسيخ مبادئ علم الإرشاد النفسي بمفاهيمه المختلفة في مدارسنا، بدلاً من العنف الذي كان ومايزال سائداً في البيئة المدرسية وإن قل انتشاره مقارنة مع الماضي.
ولكن هذا يحتاج إلى تشخيص دقيق لكل بيئة مدرسية بذاتها ووضع خطط تناسب  العقلية السائدة بالإضافة إلى آليات للتعامل تكون منسجمة مع العقلية المزاجية والمتسلطة للمدراء في المدارس في أغلب الأحياء.
 وفي كل الأحوال لن تكون هذه الخطط الإرشادية النفسية واحدة، وخاصة أن دور المديريات التربوية في هذا المجال ينحصر في المراقبة والإشراف من بعيد دون تماس مع المرشد أو الاشتراك في وضع وتوحيد الخطط بأهدافها ومهامه، ولذلك سينعكس ذلك على وجود عدة خطط تحل حسب المرشد النفسي وثقافته.
وحتى نستطيع إيجاد خطط موحدة نوعاً ما لهؤلاء المرشدين النفسيين وتسهيل عملهم ومهمتهم في الميدان العلمي لابد من الأخذ بعين الاعتبار الأمور التالية:

1 ـ تعريف الطلاب بالإرشاد النفسي مع بداية العام الدراسي وأن تخصص لهم حصة في الأسبوع لإعطائهم الوقت اللازم لمعالجة قضايا الطلاب النفسية.
2 ـ تزويد طلاب الإرشاد النفسي في الجامعة بالتطبيقات العملية في المدارس لتتكون لديهم الخبرة العملية الكاملة بعد تخرجهم من الجامعة ودخولهم ميدان العمل.
3 ـ إصدار كراسات في مجال علم الإرشاد النفسي وتوزيعها مجاناً على الطلاب بالإضافة إلى تزويد المكتبة المدرسية بالكتب والمجلات في مجال الإرشاد النفسي.
4 ـ إصدار كراس يحدد فيه حقوق المعلمين وآلية مواجهة الأخطاء التي تقع في مدارسنا بالإضافة إلى وضع صلاحيات قانونية يستطيع من خلالها المرشد النفسي تجنب الصدام مع الجهاز الإداري أو المدرسي.
5 ـ التعرف على واقع الطلاب في المدارس وخارجها من المرشدين  وحصر ظواهر التكرار في التأخر الصباحي والغياب المستمر، والهروب من المدرسة والتجول في الحدائق العامة ( في جداول بيانات خاصة).
 6 ـ التنسيق مع الجهاز الإداري والمدرسين وكذلك مع أولياء الأمور من أجل التغلب على مشكلات هؤلاء الطلاب.
وعندها نستيطع القول إن المرشد النفسي يؤدي دوره وواجبه على أكمل وجه من خلال خطة مقررة من الوزارة أو على الأقل من المديريات، حتى لايتحمل هؤلاء وحدهم عواقب الخطة من جهة، وحتى تكون الخطة ذاتها شاملة وموضوعية من جهة أخرى.

معلومات إضافية

العدد رقم:
283