ميساء شهاب ميساء شهاب

سكان القطيفة.. وفندق الكراجات!

كل رمضان وأنتم بخير.. وأنتم سالمون من دفشة من اليمين أو نعرة من اليسار عند ركوبكم لأحد السرافيس التي لم ولن تكون على الإطلاق حلاً مناسباً لأزمة النقل المتصاعدة في بلادنا..

منطقة القطيفة في محافظة ريف دمشق المعروفة بارتفاع نسبة العاملين والمتعلمين فيها عن باقي مدن الريف، تعاني من مشكلة النقل منذ فترة طوية وماتزال حتى الآن، وتزداد هذه المشكلة حدة وحضوراً في الشهر الكريم بظهور مشكلة إنسانية بكل معنى الكلمة، تعاني منها النساء بشكل عام.. فتصوروا معي ما يلي:
المشهد الأول: تجمع هائل من أهالي مدينة القطيفة في كراجات العباسيين بانتظار قدوم سرفيس يقلهم إليها..
المشهد الثاني: قدوم سرفيس من جهة، وهرع الشباب وأصحاب اللياقة البدنية العالية إليه من كل الجهات.. أما من تبقى من المنتظرين، وهم بالتأكيد كبار السن والنساء فيصلبون بانتظار سرفيس جديد.. والذي سيعيد تكرار المشهد السابق ذاته بكل تفاصيله!!..
أحياناً تقوم سيدة شابة بالطلب من أحد الشباب الأقوياء إفساح المجال لها للركوب، عندها يقول لها بالفم الملآن: ألستم أنتن من تطالبن بحرية المرأة ومساواتها مع الرجل، إذن لماذا تعترضون وتعارضون؟!
إنها مشكلة صغيرة من مشكلة كبيرة أحدثها سوء التصرف والتقيد بالنظام من السائقين ومراقبي الخطوط على السواء، فعدم تواجد سرافيس كافية لنقل الركاب إلى مدينة القطيفة يخلق مشكلة حقيقية مع العلم أن عدد السرافيس التي تعمل على هذا الخط يتجاوز الخمسين سرفيسا..  فأين هي...؟
بعد استفسارات، علمنا من البعض أن معظم السرافيس لا تغادر القطيفة إلا بعد أن يكتمل عدد ركابها من داخل المدينة، علماً أن الأوتوستراد يعج بالركاب، وبذلك لا تصل إلى الكراجات لنقل الركاب (الملطوعين) إلا بعد وقت طويل...
بقية المأساة تتعلق بمزاجية السائق، فهو إذا أراد عمل وإذا لم يرد فلا أحد يحاسبه.. هذا يقوم بنقل المعلمين والمعلمات من وإلى مناطق مختلفة من ريف دمشق، وذاك أخذ (طلب) رحلة أو عرس، والآخر سرفيسه في التصليح.. وإلخ..
بسؤال مراقبي الخطوط عن هذه المحنة كان جوابهم: هني ما بدهم يشتغلوا أنا شو بعملهم!!
وهكذا يكون الركاب أمام خيارين: إما الركوب في السرافيس الأخرى (المجاورة) كالرحيبة أو المعضمية، أو الانتظار الطويل.. الطويل لسرافيس القطيفة التي قد لا تصل!!
يبقى السؤال من يلزم مراقب الخط بكشف يومي عن عدد الرافيس التي عملت على الخط، ومن يلزم السائقين باتباع النظام والتقيد فيه؟؟؟
من يلزم من؟؟ ومن المسؤول عن هذه الفوضى النقلية، خصوصا ونحن على أبواب الشتاء؟؟
من يرحم كبار السن وطلاب الجامعات والعاملين والنساء من الوقوف ساعات بانتظار سرفيس ينقلهم إلى مدينتهم بعد عناء يوم متعب.
سؤال برسم المسؤولين أولاً.. وبرسم كل سائق ومراقب خط وأصحاب الضمائر التي ما تزال حية...

معلومات إضافية

العدد رقم:
283