استقالات بالجملة في بلدية البوكمال
لم تمض على انتخابات الإدارة المحلية سنة ونصف حتى بدأت تتوالى استقالات رؤساء مجالس المدن في محافظة ديرالزور، فالبداية كانت استقالة رئيس مجلس مدينة ديرالزور ثم تبعتها استقالة رئيس مجلس مدينة البوكمال، وتم تكليف نائبه بانتظار تثبيته رئيساً لهذا المجلس، لكن هو الآخر قد اعتذر عن تولي تلك المسؤولية، وبقيت بلدية البوكمال دون رئيس لمجلسها.
أمام هذه الظاهرة نجد أنفسنا أمام سؤال جاد: ما هو سبب هذه الاستقالات؟ هل هؤلاء المستقيلون على خطأ، أو أن بهم عيباً؟ لا نظن، فالجميع يشهد أنهم من ذوي الضمائر الحية والأيادي النظيفة. هل كانوا يتعرضون لضغوط ما؟ أم أن المصالح الشخصية الضيقة قد عرقلت عملهم، هم الذين لم يركضوا وراء مثل هذه المناصب، في الوقت الذي نجد فيه استعداد البعض لدفع الملايين كي يتبوأ منصب رئيس بلدية، لما فيه من مكاسب ومغانم، عند ضعاف النفوس ممن باعوا ضمائرهم.
توقفت جميع المشاريع الخدمية في مدينة البوكمال، وبقيت قراراتها طي الأدراج أو فوق الرفوف، بما في ذلك المشاريع الهامة جداً، مشروع الساحة العامة، تزفيت الشوارع، شبكة الصرف الصحي المقرر استبدالها بعد تنفيذها بثلاثة أعوام فقط، حيث أصبحت مدينة البوكمال تطفو على بركة من المياه الآسنة، نتيجة سوء تنفيذ تلك الشبكة، ومشروع الحدائق التي تعتبر حاجة ماسة جداً لمدينة قاحلة.
السؤال الآخر الملح: ألم يتساءل وزير الإدارة المحلية عن سبب هذه الاستقالات، التي لابد من أن تمهر بخاتمه وتوقيعه؟! أم أن الأمر مر كأن شيئاً لم يكن؟!
نحن في «قاسيون» نضم صوتنا إلى أصوات أهالي البوكمال الذين يحتاجون إلى قرار جاد بتعيين رئيس لمجلس مدينتهم، حريص على الشأن العام، لعل المشاريع الخدمية تأخذ طريقها للتنفيذ، ويؤدي مجلس المدينة مسؤولياته التي اتخذها على عاتقه، وفي ذلك صون لكرامة الوطن والمواطن.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 386