عصام اسحق عصام اسحق

ماس كهربائي وداعاً عام ‏2008‏‏

تودعنا وزارة الكهرباء، بعتمة قاسية قسوة الشتاء، وبطالة قسرية للجميع. القسم الأول مجبر على الفقر والبطالة لأن ليس له عمل، والقسم الثاني حولته وزارة الكهرباء إلى شبه متسول لا عمل له، لأن نظام التقنين لديها نصف ساعة كهرباء ونصف ساعة راحة، ولكنها ليست راحة نبكية ولا شامية، ولا راحة الحلقوم الشهيرة، ونؤكد لكم أيها المواطنون الكرام أن رقم الطوارئ الشهير 117 معطل كما الطاقة الكهربائية، لأن هناك علاقة تبادلية بينهما، ولا نعلم مدى العلاقة بين الطاقة الكهربائية والشراكة الأوربية الموقعة في 14/12/2008.

كما أن السياحة الشتوية في منتجعات مشتى الحلو والكفرون ستكون بألف خير في نظام التقنين العصري جداً، نصف  ساعة كهرباء ونصف ساعة انقطاع، لأن ذلك يجبر المواطن على التأمل وممارسة رياضة اليوغا، أما طلاب محافظة طرطوس فلا حول ولا قوة إلا بالله، ويجب أن يسعوا لإتمام كل شيء نهاراً من أجل الراحة ليلاً.
وأخيراً، يبدو أن وزارة الكهرباء تريد عدم الإسراف بالمصروف، وترغب أن تكون الفواتير عادية وغير عالية الثمن، أما الأعياد فجوابها عند الفريق الاقتصادي، ولي أمر المواطن السوري، فلا عيد أضحى أتى، ولا عيد ميلاد، ولا سنة هجرية ولا سنة ميلادية، فالأيام كلها موشحة بالظلمة والبرد.
ونتساءل هنا بشفافية: أين الشفافية التي تمارسها وزارة الكهرباء من أجل صناعاتنا الوطنية، لكي تضاهي الصناعة الأوربية، حسب اتفاقية الشراكة الأوربية القادمة؟! فهي لا تعلن عن أي برنامج تقنين موثق، لكي يمارس المواطن عمله وفقه، بل لا تجيب عن أي سؤال حول أسباب الانقطاع الدائم: هل هو خروج أية محطة من الخدمة لأسباب فنية؟! أم أن هناك صيانة معينة لشبكات أو محطات؟! أم أننا نقدم الكهرباء إلى لبنان الشقيق أو الأردن؟! أم أن الكهرباء أصبحت لا شتوية ولا صيفية، بل موسمية؟!

أسئلة أعان الله المواطن السوري على أجوبتها، وعام جديد والوطن بألف خير.

معلومات إضافية

العدد رقم:
386
آخر تعديل على الجمعة, 16 كانون1/ديسمبر 2016 16:42