في القامشلي: الإجهاز على «معهد الباسل لإعداد المعلمين والمدرسين»
في القامشلي! عاجل جداً صرخة استغاثة إلى السيدين وزيري التعليم العالي والتربية وكل شرفاء سورية الذين يعنيهم الأمر :انقذوا هذا الصرح التعليمي اليتيم قبل وأده !.
تعدّ منطقة الجزيرة السورية، عموماً، ومنطقة القامشلي، خصوصاً، من المناطق التعليمية النائية في سورية، فهي تبعد عن العاصمة حوالي ثمانمئة كيلو متر في الشمال الشرقي من البلاد، و رغم أن ثلث الاقتصاد السوري - في أقل تقدير - يؤخذ من هذه المنطقة البائسة –تحديداً -، دون غيرها، غير أنه –وبكل أسف –لمّا تزل مهمّشة، مهملة، مجرد خزان «داشر....»! ولعل ّأكبر دليل على مثل هذا الكلام هو عدم تنفيذ ذلك المرسوم الذي صدر في العام 2003 بإحداث جامعة حكومية في هذه المحافظة.
ورغم مرور عامين متتاليين، بذريعة عدم وجود مبنى !، مع أنه تم إعطاء هذه الجامعة (الخاصة ويا للمفارقة!!) مبنى (حكومياً)!!. (روضة الاطفال في حي فقير)!! ــ في الوقت نفسه، كي تقيم مؤسستها :
دورات للمكياج ــ والحلاقة ــ ومناكير أظافر السيدات وأحمر شفاههن ّ ــ ونتف شعر الابط و العانة والخياطة بغرض" تجاري معروف .".
ولمّا تبدأ إدارة الجامعة بتنفيذ مشروع بناء- جامعاتها - الذي أعلنت أنها ستنفذه خلال عام واحد .، بغرض سحب قرض بملايين الليرات السورية من المصرف!!، ويبدو أن هناك تواطؤاً، بل مؤامرة، لصالح الجامعات الخاصة، ضد الجامعة الحكومية رغم أن منطقة الجزيرة أحوج إليها، كما قلت في وقفة سابقة لأكثر من كبريات المدن السورية : !.
وإذا كان هذا هو حال آلاف الطلاب والطالبات في منطقة الجزيرة تجاه الجامعة، و التي يضطّرون سنوياً لدفع آلاف الليرات السورية على حساب أسرهم لمتابعة الدراسة فيها، أو تردع الدراسة بسبب ضيق ذات اليد، إلا أن وزارة التعليم )) وزارة التربية سابقاً (( أوجدتا الحل من خلال افتتاح معاهد في مدينتي :الحسكة والقامشلي ــ يلتحق بها الطلاب، كي يتخرّجوا بعد عامين منها، يؤازرون أسرهم في تأمين ضالة الرغيف، .....؟، وقد كانت هذه التجربة ناجحة جداً، إذ تخرج من هذه المعاهد سنوياً مئات الخريجين الذين انخرطوا في عملية الانتاج وبناء الوطن .... وبأسف، إن معهد ـ الباسل في مدينة القامشلي ــ لإعداد المدرسين والمعلمين، تعرض حتى الآن ــ ثلاث مرات ــ لإغلاقه، فكلما وجد مسؤولاً إبن حلال، باراً، أراد أن يضع الإصبع على الجرح، ويضع حلاً لمشكلة المئات من الناجحين في الثانوية سنوياً للالتحاق بهذا المعهد، نجد من يأتي ــ في المقابل ــ بعد مضي سنوات لإعدام هذا المعهد ....! وعلى سبيل المثال ــ تفاجأنا في العام الدراسي 2003 ب - إغلاق شعبة اللغة العربية ــ في معهد الباسل في القامشلي ــ وقبول الطلاب في معهد الحسكة، رغم أن ثلاثة أرباع هؤلاء الطلاب من القامشلي ــ والمناطق القريبة منها، وكان ذلك بداية المخطّط لرفد جامعات القطاع الخاص بهؤلاء الطلاب «الغلابة» ــ كما يبدو للإجهاز على هذا المعهد ..، إذ أنني ــ كمدرّس في هذا المعهد ـ أجد عدم قبول طلاب السنة الأولى في كافة الأقسام :
عربي ــ انكليزي ــ رياضيات ــ صف خاص ــ موسيقا ــ فنون...، إعلاناً بإغلاق المعهد، مع أن إعادة ــ طلاب منطقة القامشلي ـ ممن يتابعون دراستهم في معهد الحسكة ــ يكفي لاستمرارية معهد القامشلي، وهو حاجة ضرورية، لا سيّما وأننا نجد أن مئات المدرسين من خارج المحافظة يضطرّون للتدريس في المحافظة، ناهيك عن مئات الشواغر التي يشغلها المكلّفون والوكلاء .. في كل عام دراسي. لذلك، نضع صرخة استغاثة مئات الطلاب، والمدرسين ممن يدرسون في المعهد، بين أيديكم ــ وبمثابة برقية عاجلة على أمل أن تسرعوا في التدخل ــ السريع .... قبل )) أن تقع الفأس في الرأس (( ...!، ولعل الخطوة الأولى نكمن في فتح باب التسجيل أمام الطلاب الجدد، واعادة طلاب القامشلي ممن يتابعون دراستهم في معاهد الحسكةإلى مدينتهم، رأفة بأوضاعهم !!!.
فهل من.............. مجيب .....؟؟؟؟
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 229