في القامشلي: إعدام مدينة المنطقة «الحرة» ورحلة إبن بطوطة

نشرت جريدة تشرين السورية خبراً يوم الأحد 29-آب على الصفحة الثانية، وهو عبارة عن رسالة لوكالة «سانا للأنباء» من مدينة الحسكة يتناول اجتماعاً أداره سليم كبول  -محافظ الحسكة، حول مباشرة العمل في المنطقة الحرّة، بعد مرور أكثر من سنتين على الإعلان عنها، من قبل المحافظ، وعلى لسان السيد الرئيس د. بشار الأسد رئيس الجمهورية، عقب زيارته إلى محافظة الحسكة، وبعد أن تم ّتغيير مكان إقامتها مرة أخرى، ويرى أن ذلك قد تم بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء، بناء على توصية «اللجنة الاقتصادية»!!.

ولأن محافظ الحسكة، هو نفسه من نسب إليه الخبر، فإنني أودّ خلال هذه الوقفة العاجلة، أن أعودمرةأخرى «لأذكّره» عسى أن تنفع الذكرى بعد أن قمت من قبل بإثارة الموضوع، دون أن يلقى أية أذن صاغية!، حيث انه بعيد زيارة السيد الرئيس إلى الجزيرة، ظهر هو نفسه «أي كبول» على شاشة التلفزيون السوري، وأعلن أنه «وبعد توجيهات السيد الرئيس» شخصيّا، الذي أو عزب إقامة منطقة حرّة في القامشلي، «دون غيرها» طبعاً بعد دراسة مستفيضة للجدوى، والدواعي، وكخطوة لمواجهة البطالة الفاحشة، والاستثنائية، في المنطقة، تم إقرار هذا الإنجاز، كي يستفيد منه أربعة آلاف مواطن..

في هذه المنطقة الغارقة في الغبن، والمعاناة، بيدأننا «سمعنا» بعد ذلك مباشرة «وعلى لسان مسؤول حزبي بارز «سابقاً» في فرع حزب البعث في الحسكة» أن هذه السوق نقلت إلى مدينة الحسكة (وهو كلام سابق على رأي اللجنة الاقتصادية)، وانه يمنع مناقشته بهذا الخصوص!، وهاهي السوق الحرّة «تنتقل «سياحيّا»!! إلى اليعربية» وهو ما لا يعرف أحد سببه: هل تم «حقّاً» لأجل مصلحة خاصة، ومن أجل عقار معين لأحدهم مثلا كما قيل !! أم لأبعد.. أبعدددد من ذلك.. – وأخشى أن تنتقل من المحافظة، برمتها، عبرتغريبتها الاهليلجية، إلى مسقط رأس....... أو المرّيخ، عولميّا... طبعا.

ومؤكد أن توصية اللجنة الاقتصادية، تأتي بعد التعليل – أو القرار السياسي السابق عليه، وهو في التالي مخالفة صريحة لتوجيهات الشخص الأول في سورية، أعني د. بشّار الأسد – وثمة جملة مقوّمات تجعل من مدينة القامشلي أجدر بإقامة هذه المنطقة، لعلّ في مطلعها – أن فيها مطار القامشلي – والبوابة الحدودية ومحطة القطار – وأنها تتوسط المحافظة، وفيها أكبر تجمع سكّاني في المنطقة، وعلى مقربة من آبار الذهب الأسود، ومزارع الذهب الأبيض، والأصفر والأحمر .... إلخ، والأيدي العاملة الهائلة التي تغذي كل بقعة في خريطة العالم، نتيجة نزيف العقول والسواعد السمراء التي نضحك على طّلابنا في الثناء عليها، على أنها العليااااااااااا، مما لا نطبقه أبداً.......!!، وسوى ذلك مما ذكرنا ه في مقال سابق، بيد انه لم يلتفت إليه للأسف ..... البتة!.

وهو ما يدفع متحمساً مثلي إلى التشكيك بجدوى الكتابة، والتفكير –لا سمح الله –بالإضراب عن الكتابة اسبوعاً كاملاً.... ما لم تتم محاسبة كل مسؤول كبير لا يعمل لصالح الوطن، أو المواطن، ويضرب بنيان الوئام الوطني بكبول لا تعرف الضمير، أو الرحمة....

وها أنا ذا اذكّر السيد رئيس مجلس الوزراء، بكل هذه التفاصيل، على أمل أن يتم التراجع عن هذا القرار، لاسيّما وانه مخالف لتوجيهات سيادة رئيس الجمهورية نفسه، وان في إعادة هذه المنطقة المكّبلة، لا الحرة –كما أعلن عنها السيد المحافظ :سليم كبول - إلى هذه المدينة- درءاً لأي التباس أعني القامشلي - انصافاً لأبناء هذه المنطقة التي تخلو من أية مصانع – وترتفع فيها نسبة البطالة، إلا انه لم يقم فيها حتى مجرّد مصنع يتعلق بمنتجاتها الزراعية!...

وإذا أنشر هذه القضية مرة أخرى.. وأخرى... وأخرىىى، فإنني لآمل أن تلاقي آذاناً صاغية، وتجد من يعيد السوق إلى مكانها المقرّر، والمياه إلى مجاريها، فهل ...؟... وهل..؟. إنا لمنتظرون...! .....آآآآآمين .....!!.

ملاحظة : أستغرب كيف أن لا أحد من أبناء القامشلي يهمه الأمر، كادحاً أو برجوازياً، وحتّى فاسداً أو مفسداً، فلا يقومون بالمطالبة الرسمية بحقّهم المغتصب، لأن إقامة مثل هذه المنطقة في مصلحة الجميع وطناً، ومواطناً..، كل ّبحسب جهده، وطول يده........، وأعلن سلفاً أن لا مصلحة« شخصية» لي مأمولة من ورائها البتة، وإنها ليست لأمي فقط... بل لكلّ أمهات الوطن، وعليه أوقع :

إبن القامشلي الذي لا يستبدلها بكل عواصم العالم

■ إبراهيم اليوسف

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

معلومات إضافية

العدد رقم:
229