بعد المباراة بين فريقنا الوطني وفريق طاجكستان العتمة تحبط الجمهور... وتفضح المستور
لانريد عرض ماجرى في ملعب خالد بن الوليد بحمص من توقف للمباراة الدولية التي أقيمت فيها، وبعد انقطاع التيار الكهربائي، فقد أصبحت هذه الحادثة معروفة عالمياً وهي مخجلة لنا جميعاً وغطتها صحفنا المختلفة بشكل كاف.إلا أن هذه الحادثة تتطلب من الجهات المسؤولة فتح ملفات عديدة في حمص ليس أولها الرياضة وليس آخرها الفساد والفوضى والنهب ..إلخ من الموضوعات المعروفة لكل متابع ومهتم.
نحن نعتقد أن انقطاع التيار الكهربائي في الملعب وإن اثار ضجة كبيرة إلا أنه يعتبر جرس إنذار جاء متأخراً جداً موجه للسلطات المركزية يطالبها الاهتمام بواقع المدينة ومنشآتها الرياضية والاقتصادية والخدمية، وخاصة وأن الحضور الرسمي في المباراة كان شاهداً على الواقع المزري الذي تعيشه مدينتنا. وعلى من حضر أن يتحرك بسرعة كي لايصبح مشمولاً بالإدانة.
لقد أكد رئيس فرع حمص للاتحاد الرياضي أن الاتحاد أرسل قبل المباراة ثلاثة كتب لفرع شركة الشبكات والاتصالات بحمص ولمديرية كهرباء حمص نبه فيها أن المباراة ستقام ليلاً وأكد على ضرورة تأمين كل مايلزم كي لايحدث أي طارئ.
ولكن تبين أن بعض الكابلات كانت مهترئة ولم يتم تبديلها كما أن القواطع الكهربائية لم تكن قادرة على العمل. والآن يجري الحديث عن التنفيذ السيىء وغيرها من الأقاويل التي تبرئ الإدارة وهي الجهة المسؤولة حصراً عما جرى.
لقد سبق ان استخدم مدير الكهرباء مثل هذه التبريرات واستطاع بفضل علاقاته الواسعة والمتشعبة التخلص من أي مساءلة، رغم أنه أساء للمدينة وسكانها، ففي فترة هطول الثلج انقطع التيار الكهربائي أياماً في المدينة وأسابيع في عدد جدي من أحيائها، وقدم أهالي حمص عريضة للسيد المحافظ لم يوافق معاونه على استلامها من قبل الوفد المكلف بإيصالها. وبعدها شكل المحافظ لجنة لاحظت أن السبب هو التنفيذ السيء لمجموعة أبراج مضى على تنفيذها عشرات السنوات بالإضافة للأشجار الباسقة والقديمة والجميلة في حمص، فبقي مدير الكهرباء وقطعت الأشجار ليس من رؤوسها بل من جذورها. وكقربان قدم للمدير فقد قطعت ألوف الأشجار ولاتزال تقطع حتى اليوم دون حسيب أو رقيب، وهكذا فقد فقدت حمص عدداً جدياً من أشجارها وأبقت على مدير الكهرباء الذي لم تمض أشهر قليلة حتى حقق الفضيحة الثانية في الملعب. قد نسلم جميعنا أن غالبية منشآتنا قد نفذت بشكل سيىء بسبب النهب والرشاوي وغيرها من الأمور المعروفة والموجودة في أدراج الهيئة المركزية للرقابة و التفتيش. ولكن تؤكد أن سبب سوء التنفيذ ومسؤوليته تقع على الإدارة حصراً التي توافق على استلام منشآتها وهي تعلم أن تنفيذها لا ينسجم والمواصفات الملحوظة في الدراسات، إن كانت جهات التنفيذ قطاعاً عاماً أم قطاعاً خاصاً.
وبالإضافة إلى ذلك فالمدراء المشرفون على عمل الإدارات يتحملون مسؤولية جدية أيضاً، فالصحافة تكتب باستمرار وتحذر من الوضع البائس الذي تعيشه منشآتنا المتعددة، وتقدم كل الأدلة والإثباتات اللازمة للمسببين لهذا البؤس، إلا أن شيئاً لايحدث، هذا مافعله عمالنا وصحافتنا في معمل شركة الألبان بحمص وفي شركة الدراسات والاستشارات الفينة وفي المديرية المالية وغيرها عشرات من المقالات وعشرات التحذيرات ولامن مجيب.
وأخيراً فقد نشرت بعض الصحف المركزية أن حمص غير قادرة على استقبال مثل هذه الفعاليات بعد انقطاع التيار الكهربائي وبعد أن تبين عدم وجود فاكس في الملعب يغطي عمل الصحافيين، وبعد أن بُدل النشيد الوطني بنشيد آخر أثناء افتتاح الاحتفال، إن كل ذلك يؤكد على حالة الفساد والإهمال والتسيب الموجود فالمكلفون بالعمل ليسوا من ذوي الخبرة بل من ذوي الحظوة من المدعومين الذين لايستطيعون العمل أكثر مما عملوا.
أما حمص بجمهورها وسكانها وخبراتها فهي قادرة كما كانت دائماَ على استضافة الفعاليات وإنجاحها بشكل ملفت.
إننا نتوجه بالتحية لجمهور حمص الذي شارك بكثافة في اليوم الثاني للمباراة رغم تبلغه عن إعادتها قبل سويعات من بدئها وتخطى جراحه وشجع بكل اندفاع وحماس فريقه الوطني الذي استطاع أن يفوز.