في مؤسسة الإسكان العسكرية الإستغناء عن بعض العمال لأسباب مزاجية

بموجب الكتاب رقم 965/ش/ تاريخ 31/5/2004 حولت مؤسسة الإسكان العسكرية 15 عاملاً من عمال الفرع 120 إلى رئاسة مجلس الوزراء (مكتب استثمار) بصفتهم فائضين عن العمل وذلك بعد عدة اجتماعات سرية فيما بين المعنيين ظناً منها (إدارة المؤسسة) أنها ستحل كافة مشاكلها المستعصية (وقف المعامل ـ الهدر ـ التسيب ـ النهب….إلخ) بإبعاد هؤلاء العاملين عن العمل، علماً أن العمال المذكورين موزعين على الفئات التالية كما يلي:

15% فئة أولى. 55% فئة ثانية. 10% فئة رابعة. 20% فئة خامسة.

وأغلبهم تتجاوز خدمتهم في العمل أكثر من 20 عاماً وبعضهم منذ تأسيس المؤسسة والجميع لازالوا قائمين على رأس عملهم ولايوجد بينهم عامل واحد فائض عن العمل، حتى أن قسماً منهم قد طلب نقل خارج الفرع لم يتم الموافقة بسبب عدم الاستغناء عن خدماتهم وعدم وجود البديل عنهم.

إذاً، لماذا الاستغناء عنهم اليوم؟ لسبب واحد فقط خلافهم مع أحد المتنفذين في الإدارة ومعلومكم أي متنفذ في إدارة المؤسسة يعتبرها مزرعة خاصة له، ولذلك لايستسيغ بقاء من لايعجبه من العاملين.

وإلا ماذا نفسر خرقاً لكل القوانين تشغيل عاملين من الفئتين الرابعة والخامسة بصفة إداريين بدون أي شهادة علمية وإبعاد عمال إداريين عن العمل.

لنأخذ نماذج من هؤلاء الفائضين:

1 ـ اثنان يحملان إجازة في القانون ولايوجد سواهما بالفرع يحمل هذه الشهادة، لمصلحة من يتم استبعادهما علماً أنه يوجد بكل فرع شؤون إدارية وقانونية وعاملين وتجارية ومكاتب للعقود.. وغيرها، لمن الأفضلية بهذه المكاتب، لمن لم يحصل على السرتفيكا كما هو قائم أم لمن يحمل الإجازات الجامعية كما هو فائض (اسألوا من كان بها خبيرا، علم نفس وعلم اجتماع).

2 ـ من بين الفائض أبو علوان وأبو أدهم لهما خدمة أكثر من 28 عاماً لم يبق منهما سوى قليلاً من الجلد والعظم وأطقم أسنان صناعية ونظارات سميكة جداً ولازال كلاهما على رأس عمله وبكل نشاط وتفان وينتظران التقاعد بعد أقل من عامين. فهل النقل إلى جهة عامة هو جزاء ماقاموا به من خدمات طوال سني عملهم وبالله عليكم أية جهة عامة ستستقبلهم لديها. ألا يتطلب النقل إلى أية جهة أخرى مرحلة تأهيل وتدريب على طبيعة عملهما.

3 ـ أم جهاد فئة خامسة لها في العمل 23 سنة هذه المرأة الهادئة والوديعة التي عملت بجد ونشاط في خدمة المسؤولين إلى أين ستذهب بعد هذا العمر علماً أنها لا تكنى إلا بـ ماما أم جهاد.

هذا نموذج من الفائضين طبعاً لايختلف زملاؤهم عنهم كثيراً.

■  الأستاذ الدكتور مصطفى عبدالله (مدير مكتب الاستثمار) استقبلهم على رأس لجنة وكعادته بحرارة وود واستمع إليهم جيداً ولأن لغة العيون كان لها فعل آخر تماماً. وكأن بالأستاذ يقول ماهذه المهزلة ياقوم. هل قررت المؤسسة حل نفسها حتى تعتبر هؤلاء الذين أفنوا حياتهم فيها فائضين عن العمل.

- ولتأثر العامل أبو سلام بلغة العيون والقلب قاطع الأستاذ مصطفى وقال: يا أستاذ (الله وكيلك ليس بين هؤلاء من هو فائض عن العمل ولامن تسمونهم البطالة المقنعة ولامن حواشي المسؤولين والحرامية ولكن ليس باليد حيلة فماذا نفعل).

■  العمال جميعاً ذكروا أنهم يعملون شهرياً ثمانية أيام عمل كاملة زيادة على قطاع الدولة دون أي مقابل لاحوافز ولامكافآت ولاإضافي فلماذا كل هذا الإجحاف بحقهم، إنهم جميعاً يتمنون النقل إلى جهة عامة ولكن مع الحفاظ على كرامتهم.

 

■  نوار نمر