Missed call لمن ليس لديه علم! نهب منظم للأموال.. على المكشوف
«نهب منظم للمال العام أمام أعين الجميع وعلامات السكون» عنوان عريض للحكومة ومجلس الشعب والوزارة المعنية التي قدمت وتقدم كامل بنيتها التحتية بربح بسيط: إنهما شركتا الخليوي، الحيتان الكبيرة في لعبة النهب المنظم، والضحية كالعادة المواطن المغلوب على أمره الذي لا يملك سوى خيار واحد «ادفع بالتي هي أحسن».
هل هذا تواطؤ كي يصل الأمر بالبعض حتى حد التخمة أم شراكة لجمع الأموال، إن الملعب السوري المفتوح على مصراعيه للاعبي الخليوي مما أعطاهم فرصة العمر كي يسرحوا ويمرحوا دون أي محاسبة، وما يثير التساؤل كيف يمكن السماح لشركات خاصة بالاستثمار بهذه الطريقة، إن جباية الأموال من المواطنين بطريقة شركتي الخليوي استفزاز لمشاعر المواطن، وتقليل من شأنه أي «غصباً عنك».
وبعملية حسابية بسيطة نحسب هذا الغبن والإجبار والإكراه:
من المعروف بأن عدد مشتركي الخليوي قارب المليون هذا يعني 1مليون × 650=650 مليون ليرة سورية شهرياً ببلاش، أي أن هناك أكثر من سبع مليارات سنوية على الأقل تجنيها الشركتان وتسرقانها من جيوب المواطنين، وهي خسارة كبرى لخزينة الدولة والمواطن في آن واحد، هذا ماعدا رسم الاشتراك الذي توقف عند مبلغ
9000 ل.س والخدمات الأخرى التي لا تعطى للزبون دون مقابل، وعموماً لم يعد الخليوي حكراً على فئة اجتماعية واحدة بل أصبح بمتناول العديدين، واللعبة التي تقوم بها الشركتان من حين إلى آخر بتخفيض سعر الخط إنما هي لجذب المزيد من المشتركين الجدد، وما حفلات الكاتو وإرسال بعض الطلبة للدراسة في الخارج إلا تحت بند استغباء المواطن، وتلميع وجه الشركة، وهي في النهاية لشرعنة النهب والسرقة. ولا ننسى مشكلات تحميل الشبكة مالا يمكن تحمله. والازدحام الذي يشبه دور الخبز في الثمانينات أمام مراكز دفع «الفواتير».
وعند طلب أي ميزة إضافية تربح الشركة ربحاً إضافياً دون مبرر، وفي جميع الدول تجد شركات عديدة تتنافس في السوق بالإضافة لشركات الدولة لكسب المواطن «الزبون» وذلك بتقديم خدمات مشجعة وميزات مجانية وتكلفة اقتناء الخليوي تكاد لا تتجاوز1500 ل.س.
إن الخليوي النقال نعمة وليس نقمة عندما لا نكون محكومين بشركتين توأمين.
■ تقول رنا: «عملت المستحيل للفوز بخط خليوي وكنت أحسد زميلاتي في العمل ولأنني أسافر كثيرا وجدته مفيدا لي وبعد ثلاثة أشهر من اشتراكي أصبحت أعاني من الفواتير العالية على الرغم من تحكمي بمكالماتي».
■ عدنان طيبة 40 عاما متزوج أعمال حرة: «الموبايل بمثابة مكتب ومحل واليوم يجب تفعيل الشبكة أكثر لأن التغطية لم تعد كافية وذهبت لبلدان عديدة الشبكات فيها ممتازة وأنا شخصياً أستمتع بالرسائل التي استقبلها من أصدقائي وخاصة تبادل النكات».
■ فاديا 25 عاما تعمل في صيدلية: «أحمله للضرورة وأحيانا أتأخر في العمل فهو بالنسبة لي هام وأعتقد من حقنا الاستفادة منه وهو لا يقدر بثمن وقت الحاجة أما الرسم الشهري فيجب إلغاؤه نهائيا».
■ أحمد ملحم مهندس 55عاماً: «لا أحمل الخليوي ولم أشجع أولادي أيضاً، لطالما هناك هاتف ثابت موجود لا داعي للموبايل، ووعدت ابني الذي يدرس في كلية الطب أن اشتري له خطاً بعد تخرجه فهو الآن أولى بالمبلغ الذي سيدفعه لشركة الخليوي».
أحمل الموبايل جكر
■ خالد عباسي 38 عاماً عامل تنظيفات في القطاع المشترك: «بصراحة أحمل الموبايل جكر لأن الجميع من حولي يحملونه وأنا لست أقل منهم «ما حدا أحسن من حدا» وعندما يرنّ في الأماكن العامة أشعر بالفخر ويعطيني إحساس بالتميز».
مشاحنات أبو الكاميرا
■ عمار 35 عاماً موظف في القطاع الخاص: «هناك مرض يجتاح عصرنا اسمه موبايل أتذكر كيف كنا نتبادل الصور والرسائل وجميع السخافات التي لا تليق بمستوانا كشباب «بلا طعمة»، هناك نزاعات مستمرة بين الأزواج بسبب غلاء الفواتير قد تصل إلى حد الطلاق، و يحمله الأطفال في المدارس الابتدائية في شوارع الأحياء الغنية ويتباهون بالماركات ويصورن بأجهزتهم الحديثة الفتيات في المسابح والأماكن العامة، وهناك مشاحنات تحصل بسبب أبو الكاميرا علماً هناك العديد من الأطباء والمحامين بحاجة إلى الموبايل، ولا يملكون القدرة على اقتنائه».
على الشبكة التركية
■ محمد حسين 40 عاما متزوج: «أحمل بطاقة يا هلا، المكالمات غالية جداً خاصة الدولية وحتى المحلية وهناك العديد من الناس أعرفهم في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية مشتركون في الخليوي على الشبكة التركية، فهي أوفر لهم وتقدم خدمات أفضل من الشبكة السورية وتغطيتها أفضل.
استقيموا للصلاة وأغلقوا المحمول
■ أحمد 45 عاماً: هناك أماكن لا يصح فيها تشغيل الخليوي فالإمام في الجامع قال لنا في صلاة الجمعة «استقيموا للصلاة وأغلقوا المحمول» قبل الصلاة، وهذا الأمر ينطبق على كثير من الأمكنة الأخرى ولكن ليس لدينا تقاليد في ذلك حتى الآن.
■ سمر طالبة جامعية 20عاماً: أستعمل الموبايل بصراحة للتسلية والتحدث مع أصدقائي وأخاف من بعض الأمراض التي قد يسببها مع مرور الزمن.
45 ثانية = 60 ثانية
■ سليم حمود مهندس صوت 35عاماً: «أعتقد بأن الموبايل يحل مشكلة ويخلق مشاكل عديدة وأنا شخصيا تعرضت لمثل هذه المشاكل (مشاكل عائلية)، والجميع عندنا يعلم بأنه هناك لعبة كبيرة اسمها الخليوي والكل ساكت ما معنى أن تتحدث 45 ثانية وتحسب عليك 60 ثانية وتخيل فروقات مليون مشترك إنها سرقات خيالية «وعلى عينك يا تاجر»».
■ حمزة 25 عاماً: «الموبايل أصبح وجع رأس، يوميا أجد رسائل ما هب ودب وحتى مكالمات إزعاج يومية، في البداية كنت متحمساً جداً لشراء خط إلا أنه وبعد التجربة وجدت نفسي أن لا طاقة لي على تحمل الفواتير وخاصة 650 ل.س لا يمكن تحملها أبدا فهي تسرق من جيبي شهرياً وبعلمي».
■ بسام صاحب محل حلويات غربية: «أنا احمل الموبايل منذ طرحه للسوق لأول مرة بسعر60 ألف ليرة سورية، وحتى الآن أجده ضرورياً وهو خير صديق وضروري لجميع أصحاب الأعمال وأتضايق عندما يضع أحدهم رقم «موبايله» الشخصي على السيارة أو مكان عام، لكن ما أريد قوله رغم غلاء الرسوم والاشتراك وغيره، يجب الاستفادة من هذه التكنولوجيا فهي من حق الجميع ويجب أن لا تكون حكراً على أحد».
■ هناء عبد: «كنت في زيارة لأخوتي في أحد البلدان الغربية لم أجد أحدث من الأجهزة التي نستعملها هنا وغالباً ما يستخدمون أجهزة موبايل بسيطة وكذلك المكالمات قليلة جداً فهو لحين الحاجة فقط».
خيارات أخرى؟
■ خلدون: «من حق أي مواطن اقتناء التقنية الحديث من موبايل وغيره، ومن حقنا أن نطالب بشركات أو خيارات تكون أفضل وأنسب لدخولنا، وإلغاء جميع الامتيازات التي ساعدت الشركتين في التحكم بعملية الاتصالات، لماذا علي أنا المواطن أن أختار بين هاتين الشركتين دون أن يكون أمامي خيارات أخرى»؟
بروظة و برستيج اجتماعي
■ محمد: صاحب محل «تذكار» لبيع أجهزة الخليوي: «أنا أستغرب كيف أن المواطن يحرم نفسه من أشياء كثيرة وأكثر أهمية لاقتناء جهاز موبايل حتى قبل اشتراكه بخط، ويومياً نقوم باستبدال أجهزة بأخرى أحدث وأغلبهم بروظة ومنهم من يضع الجهاز على خصره دون اشتراك، والعديد منهم يحصلون على أجهزة الخليوي بالدين أو التقسيط وذلك فقط للبرستيج الاجتماعي».
■ أبو محمد 60 عاماً صاحب محل «السادات» للتسوق: «أعتقد أن التقنية الحديثة هي ملك كل الناس لكن ما يجري اليوم في الشارع السوري أن الأطفال يحصلون على الخليوي قبل الكبار والجاهل قبل الطبيب والمحامي».
■ محمد حوري، يعمل في محل لبيع أجهزة الخليوي: هناك ترف غير طبيعي في اقتناء الأجهزة الجديدة وتبديلها بسرعة وبعض هذه الأجهزة ثمنها غالي جداً وحتى المستعملة (ما بتهدي بالمحل) وبأسعار معقولة جداً. أعتقد أن شركتي الخليوي لا تقدمان المميزات الحقيقية للمشترك أي تقدمها بالقطّارة. والمميزات التي تعطى في العالم مجاناً ندفع ثمنها دون وجه حق، مثلاً ميزة تحويل خط وغيره كلها أرباح إضافية تصب في جيوب أصحاب الشركتين.
حرام على الخزينة العامة وحلال على الخزائن الخاصة
وما دامت وزارة الاتصالات تعلم بأن هذا القطاع مربح بهذا الشكل الخيالي لم لا تستثمر فيه وهل هذه الأرباح حرام على الخزينة العامة وحلال على الخزائن الخاصة.
إن بقاء بحث ملف الخليوي في إطار المحرمات، يعني استمرار الشركتين في إفراغ جيوب الناس، حتى لا يبقى من البقرة الحلوب الخليوية شيء، عندها يقفزون إلى طرق جديدة لنهبنا، والحبل على الجرار.
■ إبراهيم نمر
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.