مسابقة وزارة الصحة هل تكون خلبية كغيرها؟؟

أصبحت مسابقة وزارة الصحة لتعيين موظفين ومنذ ما يزيد عن عشرة أيام، الشغل الشاغل لعدد كبير من الحالمين بوظيفة تقيهم (بالحد الأدنى طبعاً) شر العوز والفاقة، فابتداءً من التاسع من الشهر الحالي، يوم إعلان المسابقة، يتوافد إلى دمشق يومياً، وإلى ديوان وزارة الصحة على وجه التحديد نحو /2000/ من الشباب (ذكوراً وإناثاً ) ومن جميع المحافظات، وكلهم أمل أن يظفروا بما بات بالنسبة لهم ضربا من المستحيل والإعجاز.

 

المؤسف في الموضوع أن الوزارة التي حددت قبول الطلبات في مقرها، لم تلحظ مطلقاً عند إعلانها عن مسابقتها أن معظم المتقدمين للمسابقة، وخصوصاً القادمين من المحافظات البعيدة سيترتب عليهم نتيجة السفر والمبيت والتنقل في العاصمة مبالغ كبيرة ونفقات عالية، علماً أن الغالبية الساحقة منهم قد لا يمتلكون مصروف يومهم في المحافظة التي يقطنون بها، فكيف هو حالهم في دمشق ذات الأسعار الجنونية؟؟

كما أن الوزارة تعلم أن حجم المتقدمين سيكون أكبر بما لايقاس وربما يصل إلى آلاف الأضعاف من العدد الذي سيتم توظيفه، وهذا ما حدث فعلاً، فلماذا هذا التعذيب والهدر والإجحاف إذاً؟ ولماذا تم حصر تقديم طلبات المشاركة في المسابقة بالوزارة وعبر ديوانها المركزي، وليس في مديرياتها في مختلف المحافظات؟

جميع المتقدمين الذين التقيناهم أكدوا لـ«قاسيون» أنهم يتخوفون من أن تكون هذه المسابقة كغيرها من المسابقات العامة: خلبية وصورية، وبالتالي يذهب الجهد والمال والآمال هباء عند بدء الامتحان وظهور النتائج اللاحقة له، فما الذي يمكن استنتاجه من كل هذه المسرحية عندئذ؟؟

هذا السؤال هو برسم جميع القائمين على هذه الفوضى المنظمة التي ما يزال يدفع ثمنها الفقراء والعاطلون عن العمل والساعون لتحسين ظروفهم المعاشية..