ماذا تقول يا صاحبي؟ «الفيشة»!!

■ سأحدثك اليوم عن معاناة جاري عبد السلام، وهو واحد من أودع الناس وأطيبهم، ينشر الأنس والمودة حيث حل، وأهم ما يعتز به سمعته الطيبة وسيرته الحميدة.

●● ادخل  إلى الموضوع مباشرة.. ماقصة هذا الجار؟!

■ قصته... «بالأمس عندما التقيته كان على غير عادته متوتراً مهموماً قلقاً... وما إن حييته وسألته عن حاله، حتى اندفع والألم يعتصر قلبه يسألني: أليس المتهم بريئاً حتى يدان؟! أليس هذا ما نص عليه القانون؟! ولما أجبته أن ما يسأل عنه هو الصحيح بدليل أن أي مواطن ـ إذا لزم الأمر ـ يستطيع أن يحصل على وثيقة لاحكم عليه إن كان غير محكوم. فقال: أنا لا أتكلم عن وثيقة السجل العدلي وإنما عن «الفيشة». فطلبت منه أن يفسر لي كلمة «الفيشة» فشرحها لي بالتفصيل».

●● لقد جعلتني في لهفة لمعرفة حقيقة الأمر.

■ حقيقة الأمر أن من يتعرض للتوقيف جراء أي ادعاء عليه ـ وكثيراً ما يكون هذا الادعاء مغرضاً أي باطلاً وكاذباً لدوافع مختلفة ـ  تفتح له صحيفة في أرشيف الشرطة وذلك قبل إحالته إلى القضاء، أي قبل أن يصدر بحقه حكم. وعلى هذا تسجل له سابقة حتى لو برئ من المحكمة، وعندما يضطره أمر ما إلى «دخول» قسم الشرطة «تضرب فيشته» فيكون جواب الأرشيف أنه من أصحاب السوابق.. وبموجب هذا تتم معاملته كصاحب سوابق... وهنا مكمن المشكلة ومصدر القلق والخوف وسوء السمعة رغم أن المتهم قد برئ مما نسب إليه، وهذا هو الظلم الذي شكا منه جاري عبد السلام وسرد على مسمعي عدة حوادث مشابهة وقعت مع أناس أبرياء فنغصت حياتهم وأساءت إلى سمعتهم.

●● وحتى لايكون مثل هذا الأمر كابوساً قد يتعرض له الكثير من الناس الأبرياء.. ما العلاج والحل برأيك!!

■ الحل أن لاتكون «الفيشة» إلا لمن أدين فعلاً وصدر بحقه حكم قضائي ـ وفي هذه الحالة تفتح له صفحة وتؤخذ له صور من الأمام والجانبين على أنه مدان بحكم المحكمة... أما من برأت المحكمة ساحته فلا يجوز قانوناً أن تكون له «فيشة» وبذلك تحفظ لهذا المواطن سمعته وكرامته. فماذا تقول يا صاحبي؟!!

■ محمد علي طه

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.