نحو انتخابات.. بلا قسر
لما كانت الأيديولوجيا باعتقادي منهجاً فكرياً يهجس لمصلحة الوطن بالارتباط بالمصالح الجذرية والمشروعة لبنائه، لذلك تحضرني مقولة للكاتب البلغاري «غينو غينوف فاتكين» وردت في قصته قولي لهم أماه أن يتذكروا!! وهي:
«إيه.. يافاتكين.. بدون سلاح تكون موثق اليدين وتكون أعمى بلا أيديولوجيا!!!»
فعندما أتمعن بانتخابات الإدارة المحلية التي انتهت مراسم عرسها منذ أيام، أقول: ما أصعب أن تحيا أمة بلا أيديولوجيا، وما أتعس أن يعيش وطن تتجاذبه المصالح الضيقة وتنهشه الدوافع غير المشروعة، تغذيها أعاصير الفساد وتسقيها رياح التبعية!!
أتغيب الأيديولوجيا لأنها بحاجة إلى عيون وفضاء؟ أم تغيب الأيديولوجيا لأنها بحاجة إلى رموز ونقاء؟ فضاء لايحده قسر، ونقاء لاتعكره تبعية!
إنني لاأشك أبداً في نجاعة أن تجري انتخابات البلدات والقرى دونما استناد إلى قائمة حصرية أو «وكلاء حصريين» فقد أضفى على العملية الانتخابية روحاً جديدة ربما أتت بالأكثر كفاءة وأذهبت بالأقل كفاءة، ولاأشك أيضاً أن في تحقيق للطابع الشعبي والديمقراطي لفكرة أن الإدارة المحلية أصلاً. لابل إنني أرى ضرورة إلغاء القائمة في انتخابات المدن مستقبلاً لاكرها بالقوى السياسية لكن حباً لها، لارغبة بالتقليل من دورها لكن طمعاً في زيادته إذ أن أشد ما أخشاه أن ترى القوى السياسية في ذلك خطراً يهدد مستقبلها ولاترى في ذلك فرصة لها لتستبدل صلاتها الواهية بأبناء شعبها بصلات بهية وتعمل مستقبلاً لإعداد العناصر منها الأكثر كفاءة والأكثر نزاهة والأكثر شعبية فتعلو راية الوطن برفعة وتنحني راية أصحاب المصالح الضيقة وغير المشروعة بتضاؤل أشراره، فتقوى قيم الصلاح على قيم الفساد، وقيم الرجولة على قيم الاستزلام وقيم الجرأة على قيم الانبطاح وقيم الانتماء للوطن وللوطن وحده على قيم الفئوية والعصابة.
فنحو انتخابات بلا قسر ونحو انتخابات بأيديولوجيا، نستودع انتخابات الإدارة المحلية.