دردشات: مرة شرقي.. ومرة غربي
في صالون حلاقة هنأ أحدهم آخر:
■ مبروك المنحة الرئاسية... سدت نصف نفقات العيد على الأقل.
■■ مبروك لمن شملتهم..
■ غير معقول! أغلب فنادق الخمس نجوم هي قطاع مشترك.
■■ مزاجية التنفيذ بين خيار وفقوس.
■ بعلمي زيادات الرواتب شملتكم.
■■ صحيح.. بس الزودة الثانية قبضناها بعد خمسة شهور، لما أقرت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، تابعيتنا للقطاع المشترك.. ومع هذا، هذه ثالث منحة رئاسية يحرموننا منها.. يوجد آلاف العمال السياحيين في القطاع المشترك، يعاملوننا مرة قطاع مشترك ومرة قطاع خاص، لمن نتبع؟ لاندري؟!
■ يبدو أن الكيل الأمريكي الأوروبي بمكيالين وصل لوزاراتنا أيضاً.
هذا الحوار ذكرني بزيارة العم حمدان مدينة دمشق لأول مرة... إذ أصيب بالدهشة والانبهار لارتفاع بناياتها، وسعة شوارعها، وخضرة حدائقها، وزينة حوانيتها، وجمال وأناقة نسائها اللواتي جذبن منه النظر، إلى درجة لفت انتباه مرافقه الذي سأله:
■■ إيش رأيك ياعم حمدان ببنيات الشام؟
■ مزيونات.. بس الله ما يكمل عبده. سأله مرافقه باستغراب:
■■ عليش .. اشبيهن؟!
■ حسافة كصيفات (للأسف قصيرات).
■■ حتى بنيات الشام ماخلصن من لسانك..!
ومرا أمام بناية عالية ضخمة، فسأل مرافقه:
■ شنو هالبناية اللي فوقها بيرق؟!
■■ هذه وزارة.
■ يعني ال ينجحون بالاستنخاب يجتمعون بيها؟!
■■ لا.. هذولاك يجتمعون بالبرلمان.
■ بارك الله فيهم.. مساوين الهور مرق والزور خواشيك (1)
وفي مرة ثانية خرج العم حمدان ليلاً، يتجول وحيداً، ومر أمام تلك الوزارة من الجهة المعاكسة للمرة الأولى، وكانت الاتجاهات قد اختلطت في ذهنهِ ونظره، فوجد أن الوزارة التي كانت على يمينه قد أصبحت على يساره، وقف مبهوتاً يتطلع حوله بحيرة وتردد:
■■ عجايب والله غرايب. سأله رجل مر به:
■ خير ياعم؟ فقال له:
■■ عجيب غريب وضعكم يا أهل الشام. وجه وزارتكم بالنهار شرقي وبالليل غربي...
(1) ـ مثل عراقي يعني: حول الاهوار إلى طبيخ مرق ولحم، و الأحراش إلى ملاعق، كناية عن سعة الإنجازات.
■ عبدي يوسف عابد
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.