ماذا تقول يا صاحبي؟! الحالة الجديدة
■ أتعلم أن سنوات التمزق والانقسامات أناخت على صدورنا وأثرت في سلوكنا وشوهت رؤيتنا… وتلك حقيقة لا ينكرها إلا جاهل أومكابر..و لكنها في الوقت نفسه دفعت وبقسوة إلى البحث عن الموقع الصحيح.. عن الاتجاه.. عن الهوية الحقيقية للحزب الشيوعي السوري. بعيداً عن الفصائل.. بعيداً عن الأزمة وأمراضها.
■■ نعم. والخروج من الأزمة لايكون إلا بوحدة جميع الشيوعيين السوريين.. وهذا لا يحتاج إلى برهان أو شواهد.. فلقد تساقطت كل البراقع التي كانت تحجب المغالطات والأخطاء وتطمس الحقائق لزمن مديد.
■ أتريد كلاماً فصيحاً سليماً واضحاً يدرك السمع حسنه والعقل دقته؟
■■ أريد كلاماً صادقاً.. فما نفتقده هو المصداقية في القول والعمل.. وعندما يكون الإنسان.. عندما يكون الرفيق صادقاً يكون كلامه فصيحاً واضحاً.
■ إن الحكم على الكلام وعلى العمل ـ صادقاً أو كاذباً ـ هو واقع الحال وكما يقال «الماء يكذب الغطاس».
والحالة التي نعيشها اليوم هي حالة جديدة أعادت للقلب تدفقه وللفكر تحفزه وللأمل مساحته.
■■ هذا ما أريد أن نتحدث عنه.. أن نتحاور فيه.
■ أنا كما تعرف عضو في واحدة من لجان التنسيق في دمشق وهي كما باقي لجان التنسيق تضم رفاقاً من كل الطيف الحزبي ومن الرفاق الذين أبعدوا أو ابتعدوا عن التنظيم.. وكلنا من مجموع أكبر.. أكبر من أن يدعيه لنفسه كائن من كان..
وصدقني إذا قلت إنني لم أحس بمثل هذا الشعور من الثقة والتفاؤل والأمل منذ زمن طويل.. فلأول مرة نتحاور دون تشنج أو انفعال أو تمترس أو انتفاخ بادعاء امتلاك الحقيقة.
■■ وكيف ذلك وكلنا يحمل إرثاً من مواقف وأفعال أملتها عقيدة سائدة برفض الآخر إن لم يوافقنا الرأي والموقف؟!
■ هنا يكمن الدرس الذي نتعلمه من الأزمة التي عصفت بالحزب وشظته إلى فصائل ودفعت الكثيرين إلى ترك التنظيم.
■■ وضح أكثر.. فالأزمة مازالت قائمة.. وكلامك ما زال عاماً!!
■ الأزمة حدثت.. وقد نتفق أو لا نتفق على أسبابها وتجلياتها وتوابعها.. معظمها أو بعضها..وعن المسؤولية ومن يتحملها.. ولكننا جميعاً نقر أنها حدثت.. وما حدث حدث وعلينا الاستفادة من دروسه لنعود إلى الميدان الصحيح لنضال الشيوعيين بين الجماهير ومعها إلى تحقيق أهدافها وانتصار قضيتها.
■■ وإرث الممارسات السابقة الذي نحمله.. إرث الولاءات الشخصية والتعامل غير الرفاقي..؟!
■ نلقيه وراء ظهورنا ونتجه إلى الواقع والمستقبل بعمل سداه ولحمته احترام آراء الرفاق.. احترام الرفاق.. احترام الإنسان!!
■■ أوافقك الرأي فإن الوصول إلى قاسم مشترك مرهون بأن يكون الحوار صريحاً دون مداراة أو توريات أو تشنجات ومن مجموعة الآراء المثارة يتبلور القاسم المشترك الذي يدفع إلى العمل ويستقطب الرفاق في حزب قوامه كونه حزب الشعب والوطن.. حزب الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم..
■ وهذه هي المهمة الجليلة التي تتطلبها الحالة الجديدة وهي مهمة كل شيوعي تعز عليه قضية الحزب والشعب والوطن فماذا تقول يا صاحبي؟!!
■ محمد علي طه
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.