أول مطعم أمريكي في سورية... شيء «خرافي»!!

كنا نسمع في بلدنا أحياناً كلاماً عفوياً تارة، وترويجياً تارة أخرى مفاده: «السياسة شيء والأكل شيء مختلف تماماً.. الطعام الأمريكي الذي نشاهده في الأفلام وتروج له الإعلانات في المحطات غير المحلية يبدو أنه شهي وطيب..»، وكنا نعد ذلك مجرد كلام، فبالكاد كان المتكلم قادراً عل تأمين الخبز وبعض الخضار والمؤونة «البلدية» لعياله..

وكنا نسمع بعض التجار «الأبرياء» الذين يؤكدون بكل «عفوية»: نحن، يا أخي نقاطع البضائع الأمريكية، ولكن بعض السوريين يحبون هذه البضائع ويطلبونها بشكل دائم، فكنا نقول هذا الكلام صحيح، نعم بعض السوريون المقتدرون وليس غالبيتهم..

بعض هؤلاء التجار، ومن خلفهم متنفذون ومسؤولون، يؤكدون علناً اليوم: السوريون يريدون تذوق الوجبات الأمريكية السريعة، لذلك أصبح من الضرورة !!!

المسألة اليوم، وللأسف الشديد، أصبحت أمراً نافذاً ولم تعد مجرد أحاديث، وقد طالعتنا الصحف بالخبر التالي لتحسم الشك باليقين:

(فتحت «كيه.اف.سي» أي «كنتاكي فرايد تشيكن» أول مطعم في دمشق هذا الشهر «كانون الثاني» ليصبح أول مطعم يحصل على امتياز استغلال علامة تجارية أمريكية خالصة للعمل في سورية. وممثل «كي اف سي» هو رجل الأعمال والمستثمر «الكبير» الكويتي ناصر الخرافي ومطعمه تابع لشركة أمريكانا الكويتية التي تمتلك وتدير «كيه.اف.سي» وسلاسل أخرى مثل «بيتزا هت» و«تي.جي.اي فرايدايز» في كل الشرق الأوسط).

حدث هذا الأمر بالبساطة نفسها التي كانت تجري بها الأحاديث.. وكأنما لا يوجد حصار أمريكي سياسي واقتصادي على سورية.. أو كأن الشعب السوري الفقير بمعظمه، لم يعد ينقصه سوى الاستمتاع بالوجبات الأمريكية اللذيذة والسريعة، والتي تعد رخيصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار جودتها العالية ولذتها المنقطعة النظير!

 

فسعر هذه الوجبة المكونة من البطاطا والفروج «الخالي من الأنفلونزا» يعادل 20% فقط من راتب الموظف السوري. يا بلاش!.. ولتعش الصداقة الأرستقراطية الفاسدة، المحلية – الأمريكية!!