دمتم بخير كي لا نتحدث عن "أبي جمال" ثم نتوقف مجدداً ! جلسة البرلمان تحاسبنا على الصمت الطويل تجاه الفساد !!

 ● أخشى أن أقول كما يقول كثر: "من فمك أدينك!"

 نواب البرلمان السوري خرجوا بـ (عفوية) مثيرة كما لو أنها فرصة زمنية نادرة جاءتهم لفشّة الخلق!

وهنا قد أسجل بضع ملاحظات :

-أولاً :  أن يتم نعت عبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية السابق بـ "الخدام" تحمل مدلولات أدبية غير لائقة، فضلاً عن الأخلاقيات الدينية، قوله تعالى:"ولا تنابذوا بالألقاب"، وهنا أسأل ماذا تعني أن نترك الشخص وفساده وأسباب فساده، ونركّز على اسم العائلة ولماذا؟ 

وفضلاً عمّا سبق، عائلة عبد الحليم خدام ليست بكاملها سيئة الصيت والسمعة، ومن جهة أخرى  ثمة أكثر من عائلة سورية وطنية تحمل هذا الاسم فلماذا ننعت الجميع.  وأخيراً  مئات العائلات في وطننا الحبيب تحمل أسماءً قد تكون مثاراً لتجريح قادم، لا ليس بهذا الأسلوب نحاسب المفسدين!.

-ثانياً : في المجلس النيابي انبرى البعض بسرد وقائع معرفتهم بـ عبد الحليم خدام مذ كان محافظاً للقنيطرة مروراً بمهامه المتعددة، وصولاً إلى منصبه الأخير كنائب لرئيس للجمهورية مضيفين لذلك ما عرف عنه وعن أولاده من فضائح تتعلق بالفساد.

إذاً ما دمنا في البرلمان وهو السلطة التشريعية الأولى وهو السلطة التي تضم ممثلي الشعب نعلم بكل هذه التفصيلات، لماذا كنّا نياماً من قبل نهّلل للمذكور؟! ولماذا كان مكتبه ومنزلة محجًاً  للعشرات من طالبي السلطة والمناصب وغالبيتهم لا يزالون في سدة المسؤولية،  مديرون عامون، أمناء فروع، محافظون، أعضاء في قيادات منظمات ونقابات، ولا مجال الآن للسرد والتفصيل ...

ثالثاً : تذكّرنا هذه الجلسة ولو بشكل مختلف بعض الشيء بما حدث مع معتقلين سياسيين سبق وأن تحدثوا عن الفساد فأوصلهم خدام نفسه إلى السجون...ويأتي التساؤل عن هذا التناقض المثير، تارة تتحدث عن الفساد فيحاربك عبد الحليم خدام وتعاقب، وتارة تتحدث عن الفساد فتحارب عبد الحليم خدام علّك تكافأ فتبقى في موقعك!!.

أثارني وأزعجني أن تتحدث صحيفة لبنانية ( سوبر ستار)  في عدائها لسورية، فتقول وبالحرف الواحد:

"في مجلس الشعب كان يتوالى السادة النواب في تلاوة أوراق يقرؤونها بكثير من التلعثم وكأنهم تلامذة صف ثان ثانوي يشتركون في مسابقة خطابية في ختام سنة دراسية!!"

ألم نسأل أنفسنا أيضاً  لماذا نقلت قناة العربية الفضائية الجلسة النيابية كاملة؟ وهي المعروفة بعدائها العجيب لسورية.

ربما كي تؤكد المحطة المذكورة على هذه النقاط، وأبرزها كما ذكرنا أن السوريين يعلمون بفساد خدام طيلة العقود السابقة وناموا على هذه الحقائق إلى حين انقلب عليهم!

حذار دائماً من الربط الكارثي بين الفساد الاقتصادي والمعارضة السياسية...

ففي الوقائع أيضاً، قيادة حزب البعث وفي اجتماع استثنائي طردت خدام من الحزب واعتبرته خائناً للوطن غداة جلسة عقدها مجلس الشعب السوري وطالب في ختامها وزير العدل بالشروع في تحريك الدعوى لمحاكمته بجرم الخيانة العظمى، ماذا لو أن هذه القرارات الكبيرة من مجلس الشعب- الذي يمثل الشعب- قد اتخذت بحق رموز الفساد، وهم في مناصبهم؟

 وماذا أيضاً لو أن خدام لم ينقلب سياسياً ضد الوطن ؟؟

 هل كان خدام  سيحاسب في أي من الحالتين السابقتين ؟

عبد الحليم خدام متورط مع أبنائه حتى العظام بقضية النفايات وكل ما نجم وينجم عنها من ضحايا بشرية وخسائر زراعية واقتصادية، ومتورطون كذلك في قضايا أخرى كثيرة تتعلق بالفساد السياسي والاقتصادي وحتى الفساد داخل الجسم البعثي. وهنا أحيي كل من أشار إلى ذلك حين كان  خدام في دمشق وفي منصبه!! ختاماً، ولو في بضع كلمات  أوجه الحديث لمقام سيادة  الرئيس بشار الأسد، كلمات تخرج من القلب ومن صدق المشاعر....

 سيادة الرئيس: ثمة عشرات آخرون من أمثال خدام مع بعض الاختلافات في درجات تصنيف الفساد الاقتصادي، نعرفهم ولانزال نصمت حيالهم، أو ربما نؤجل بحث أوضاعهم، وهنا يسأل المواطن هل سننتظر إلى حين رؤيتهم على فضائيات مأجورة وقراءة سمومهم في صحف معادية،  كي ننبش ملفاتهم ونطلب محاسبتهم؟

 سيادة الرئيس: نعلم أن الأمر ليس بتلك السهولة، لكن المؤكد وما قد يساعد، هوأن المواطن السوري الآن معك، والمواطن السوري حين يقتنع يفعل، ونحن في هذا الوطن كلّنا سوريون، إلا حفنة قليلة لا مكان لها بيننا .  

  تابع سيادة الرئيس ولا تتوقف، السوريون عبّروا مجدداً وبقوة فريدة عن التفافهم حول الوطن، فلا تضيعوا الفرصة وطهروا الوطن من كل المفسدين.....الكل، الكل يا سيادة الرئيس!؟  

 

■ هاني الملاذي