امتحانات الحسكة ـ الواقع والتمنيات

تجري أعمال المراقبة والتصحيح سنوياً في جميع المحافظات السورية ويكلف المدرسون والمدرسون المساعدون بها لفترة تستمر قرابة شهر ونصف.

وفي محافظة الحسكة يرسل المدرسون منذ سنوات من مدينة لأخرى كرؤساء مراكز أو مراقبين، من الحسكة إلى القامشلي  وبالعكس ومن عامودة إلى القحطانية ومن ريف القامشلي إلى المدينة.

ولايراعى في تعيين رؤساء المراكز القدم أو غيره بل تلعب أمور أخرى دورها، كون رؤساء المراكز يتقاضون مبالغ أكثر من المراقبين أو ربما لأسباب غير ذلك. وهنا لابد من وضع الملاحظات التالية:

1. المدرسون المكلفون كرؤساء مراكز تتحمل مديرية التربية أذونات سفرهم مع المراقبين، والتي تبلغ عشرات الألوف من الليرات السورية، دون أي مبرر في الوقت الذي يمكنهم القيام بهذا العمل في مدنهم.

2. توفر مديرية التربية لهم النقل في ميكروباصات، ولكن هل تستطيع مديرية التربية منع حوادث السفر لهذه السيارات وهذا الكلام ينطبق على عدد من المدن والبلدات التي يجبر طلابها على تقديم الامتحانات في القامشلي أو الحسكة. وقد جرت حوادث اصطدام هذه السنة والجميع معرضون لحوادث مرورية قد تودي بحياتهم أو تعيقهم عن الامتحان.

3. حل هذه المشكلة التي اوجدتها مديرية التربية، يكون بالعودة للشكل القديم في المراقبة بحيث يراقب المدرس أو يرأس مركزاً امتحانياً في مدينته. فمنذ عشرات السنين، كانت المستويات أفضل والامتحانات أكثر نزاهة، وهذه البدعة الجديدة لم تخرج الزير من البير ولم يتحسن الأداء. والقائمون على شؤون التربية يعلمون ذلك جيداً.

4. حول تعيين المندوبين ورؤساء المراكز، غالباً يتم ذلك دون الاستناد إلى أسس واضحة، فقد يرأس أحدهم أستاذه، وفي أحد مراكز الثانوية العامة رئيس المركز تولد 1967 بينما أحد المراقبين مثبت في العام نفسه وهو مدرس.

لمصلحة من يتم العمل هكذا، وهل بدأ الإصلاح في مديرية التربية بالحسكة، أم أنهم غير معنيين؟

أما تصحيح أوراق الشهادتين، الأساسي والثانوي فحدث ولاحرج.

حيث توافد المئات من المدرسين إلى مدينة الحسكة من القامشلي، المالكية، عاموده، رأس العين، تل حميس، ويبدأ الدوام الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة الثانية والنصف ظهراً في عدد من مدارس الحسكة.

وهذه المدارس غير مجهزة كمراكز تصحيح ولا بأية وسيلة تسهل هذا العمل الهام والذي يحتاج لدقة كبيرة، ويعمل المدرسون في هذه المراكز لساعات يومياً في ممرات وغرف هذه المدارس دون تكييف، بل بمراوح عادية وبعض المياه..!

ومعلوم صعوبة العمل في تموز حيث تبلغ درجة الحرارة أكثر من 45 درجة، وكيف يمكن للمدرس أن يكون دقيقاً في عمله؟

وهكذا فمصير عشرات الألوف من الطلاب هي بيد هؤلاء المدرسين، الذين يعانون في فترة التصحيح في ظروف عمل غير طبيعية.

أضف إلى ذلك أن الأغلبية يعودون بعد الثانية والنصف إلى مدنهم ليصل بعضهم في الرابعة والخامسة مساء وليقطع مسافة تتراوح بين 90 ـ 190 كم، أي مايقارب 170 أو 380 كم يومياً، ذهاب وإياب. إن هذا الواقع يتطلب حلاً منصفاً من مدير التربية ومحافظ الحسكة.

والحجة التي يسوقها عادة مدير التربية بأن الوزارة لاتوافق على فتح أكثر من مركز تصحيح في محافظة واحدة، فغير مقبولة في ظل هذه الظروف التي  تحدثنا عنها.

أما السيد محافظ الحسكة فمسؤوليته:

1. من حيث كونه المسؤول الإداري الأول.

2. لأن السيد رئيس الجمهورية في اجتماعه الأخير مع المحافظين وجه بحل مشاكل المواطنين وتطوير العمل الإداري.

وهذه إحدى المشاكل التربوية في المحافظة، فهم بناة الأجيال، والمشكلة تتعلق بهم وبمعاناتهم انعكاس ذلك على ألوف الطلاب في امتحان التعليم الأساسي والثانوية العامة.

فماهي الحلول والمقترحات التي يمكن أن تساهم في حل هذه المشكلة؟

1. فتح مراكز لتصحيح أوراق الشهادتين الثانوية والتعليم الأساسي في مدينة القامشلي إضافة لمدينة الحسكة. وهذا يوفر الجهد، ويقلل الأخطاء في عمليات التصحيح ويوفر على التربية مبالغ كبيرة (أذونات السفر) ولن يتغير شيء في عملية التصحيح، فالسلالم هي نفسها والمدرسون أنفسهم.

2. تجهيز مراكز التصحيح بالوسائل اللازمة لأداء أفضل، مكيفات، تأمين مياه نظيفة، وجبة إفطار...إلخ.

3. رفع أجور التصحيح لتتناسب مع الجهود المبذولة ومحاسبة المقصرين من تزيد أخطاؤهم على نسبة محددة ومكافأة المجدين ليشعر المدرس بأنه يمكن أن يحاسب وبالتالي لتوفير عمل أكثر دقة، لأن الأمر يتعلق بمستقبل الطلاب في الجامعات والمعاهد والمدارس الثانوية.

4. إعفاء المدرسين والمدرسات الذين تجاوزوا سن الخامسة والخمسين أو الذين لديهم حالات خاصة دون أن نرهقهم بطلب الثبوتيات..

5. صرف أذونات السفر في مكان عمل المدرس وليس في مدينة الحسكة كما يحدث في كل سنة، وصرف تعويضات المراقبة والتصحيح دون تأخير كالأعوام الماضية.

6. وضع أسس واضحة للتكليف بأعمال المراقبة ورؤساء المراكز ومندوبي التربية، والالتزام بها فعلياً.

7. فتح مراكز امتحان للأحرار في مدنهم.

هذه بعض المقترحات لحل مشكلة المئات من مدرسي المحافظة، ولتحسين الأداء التربوي والدقة في التصحيح ونأمل أن يسعى المسؤولون في المحافظة لحلها.

 

 ■ المدرس عبد الرحمن أسعد