انتفاضة حي «الشماس»: بيوتنا حق لنا !!

منذ ثلاثين عاماً وأبناء حي الشماس الواقع في جنوب حمص  المدينة يستيقظون على هم الهدم والخراب، ثلاثون عاماً لم تجد بلدية حمص حلاً لسكان هذا الحي، حلاً يتعاطى مع هذا الموضوع بشكل وطني ينسجم مع شعار المواطن آمن في وطنه ومطمئن على مكان سكنه، حي الشماس حالة قديمة نوقش وضعه في مجلس الشعب أكثر من مرة وذلك بسبب قانون الاستملاك لصالح مؤسسة الإسكان منذ عام 1976 وبسبب تقارير خاطئة من المسؤولين في بلدية حمص تنص على أن أرض هذا الحي خالية من البناء والسكان، مع أن الواقع أن هذا الحي مأهول بالبناء والسكان منذ عام 1967 ومنذ ذلك التاريخ يعاني أهل هذا الحي يومياً من تواجد رجال البلدية وحفظ النظام بأعداد كبيرة مع آليات الهدم.

وقد صدر عام 2003 قرار من السيد رئيس الوزراء بتثبيت حي الشماس على واقعه الحالي ورفع قانون الاستملاك عنه وصدر مخطط تنظيمي علق على أبواب بلدية حمص.. واستبشر أهالي الحي خيراً لكن الذي حدث مجدداً اعتبار أن هناك خانات أراضي موزعة بين الشوارع وهي لاتتعدى أكثر 150 م2، والخلاف الحالي مع البلدية على هذه الخانات، فأهالي الحي يعتبرون هذه الفراغات من حقهم بسبب شرائهم لها حيث بدأوا بتسويرها والبناء عليها، والبلدية تعتبر هذه الفراغات من حقها وتمنع البناء عليها، وعلى هذه الحال تجدد الخوف في الحي حيث كل يوم حملة جديدة تقوم بالهدم مما دفع بأهل الحي للتضامن والوقوف بوجه هذه الحملات للدفاع عن حقوقهم في أراضيهم وأموالهم المدفوعة ثمناً لهذه الأرض والبناء.

وفي آخر حملة الواقعة بتاريخ 8/8/2005 حدث أن الأمور تطورت بشكل خطير قارب العنف بين الأهالي والبلدية ورجال حفظ النظام، وفي اليوم التالي قامت قوى الأمن باعتقال مايقارب 20 شاباً من الحي وأحيلوا إلى التحقيق حيث تم الإفراج عنهم بتاريخ 15/8/2005.

إننا وبكل أمانة نتمنى على المسؤولين أن يضعوا حلاً عقلانياً لهذا الموضوع بحيث تعطى الأراضي لأصحابها ويسمح لهم بالبناء. وإذا كانت البلدية ترى أن لها حق في هذه الأراضي يمكن أن تبيعها إلى أصحابها حيث لهم الحق الأول فيها.

وإننا نرفع أصواتنا للمطالبة بإيجاد حل للمشكلة بشكل حضاري بعيد عن التوتر والنكايات لكي يكون المواطن مطمئناً وآمناً في وطنه ويتخلص من أحد همومه وهي التهديد بهدم سكنه ومكان عيشه لتبقى الهموم الأخرى البطالة وال.... والفقر ، وأن يعتبر ماحدث رد فعل من قبل المواطنين للدفاع عن أراضيهم لأنهم يوماً ما إذا تعرض الوطن لخطر الاعتداء سيهبون للدفاع عنه بكل قوة...

 

■ مراسل قاسيون ـ حمص