عبد المعين الملوحي.. الغائب الحاضر

ودعت مدينة حمص في يوم الأربعاء تاريخ 22/3/2006 المناضل والأديب الكبير الشيوعي المزمن عبد المعين الملوحي، وقد شارك في وداعه كل القوى السياسية السورية والفلسطينية وكان تواجد الطيف الشيوعي واضحاً للجميع.

وفي بداية التأبين أعلن الرفيق أمين شما أن رحيل المناضل والأديب عبد المعين الملوحي خسارة كبيرة لكل المناضلين وبكل الحزن والأسى نعزي اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وجميع الشيوعيين السوريين والأحزاب السياسية في سورية والمقاومة في كل من لبنان والعراق وفلسطين.

بكل الحزب والأسى نعزي كل المناضلين والأحرار برحيل عبد المعين الملوحي، الشيوعي المزمن... الشيوعي المزمن. . .

كلمة اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين ألقاها الرفيق محمد طباطب سكرتير اللجنة المنطقية بحمص ـ عضو اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وقد جاء فيها:

أيها الرفاق... لقد رحل عنا المناضل والمفكر والأديب السوري الكبير عبد المعين الملوحي بعد حياة حافلة بالمآثر والنضال فقد جمع وكتب وحقق ماينوف على المئة وعشرين كتاباً في ميادين النثر والسياسة والتاريخ والأدب ومختلف أنواع الثقافة.

أيها الشيوعي المزمن أيها المناضل الكبير....

لقد عرفناك وطنياً أصيلاً لاتلين له قناة. . . وأممياً شجاعاً ونصيراً لنضال الشعوب ضد القوى الرأسمالية ـ الإمبريالية ـ ضد قوى الصهيونية العالمية، ومنحازاً ضد جميع أشكال التمييز الطبقية والعرقي والديني....

كنت أكثر المتمسكين بحلم بناء الاشتراكية وتحقيق العدالة الإنسانية إلى آخر لحظة في حياتك....

لم يتزعزع إيمانك بقضية اخترتها عن قناعة وإيمان فيما غيرك سقط في الطريق وآخرون مؤهلون للسقوط....

لكل ذلك كنت من الشيوعيين الذين وقعوا ميثاق شرف الشيوعيين السوريين، مازلنا نسمع كلماتك عندما قلت... كنت أتمنى أن أكون أصغركم سناً لأعيش وأكافح كما كافحت من قبل، لا لأني أحب العيش بل لأني أحب النضال....

نعم أيها الشيخ المناضل، أيها المفكر والشيوعي المزمن...

وكل مايحزننا أنك رحلت عنا في ظروف شديدة التعقيد في ظل الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في العراق، والمنطقة، وقيامها بتهديد سورية الوطن... سورية الشعب، ولكنهم يتجاهلون أن الشعب السوري وفي كل مراحل تاريخه لم يرض بشروط المحتلين والمستعمرين....

أيها الرفاق...

إن الوطن في خطر، ولاعذر لأحد كائن من كان إن حاول التقليل مما يحيط بنا من أخطار لابد من المواجهة وتعميم ثقافة المقاومة الشاملة والربط بين المهام الوطنية والاجتماعية ـ الاقتصادية  والديمقراطية، وتنفيذها على أرض الواقع لأن الوقت يتناقص بسرعة ولامكان للتردد ولاخيار أمامنا إلا المقاومة الشاملة دفاعاً عن الوطن. . .

عهداً لك أيها الراحل الكبير والشيوعي المزمن...

بأننا سنواصل النضال من أجل وحدة الشيوعيين السوريين.

ومواجهة قوى الخارج والداخل من الفاسدين والمفسدين...

لقد رحلت جسداً وتبقى لنا مثلاً وقدوة...

كما ألقيت كلمة  باسم أصدقاء الراحل الكبير

وكلمة أخرى باسم اتحاد الكتاب العرب....

 رائق العبد الله

رحيل مناضل

آل الملوحي واللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين ينعون لكم وفاة المناضل والمفكر الأديب السوري الكبير عبد المعين ابن الشيخ سعيد الملوحي (أبو منقذ)، الذي وافته المنية صباح يوم الثلاثاء 21/3/2006.

لقد كانت حياته المديدة التي قاربت التسعين عاماً حافلة بالمآثر، فقد كتب وجمع وحقق ما ينوف على المئة وعشرين كتاباً في ميادين الفكر والسياسة والتاريخ والأدب ومختلف صنوف الثقافة، إضافة إلى مكتبته الخاصة التي تضم عشرات الآلاف من الكتب والموسوعات المتنوعة!.

إن من يقرأ كتابه «كيف أصبحت شيوعياً؟» يدرك كيف إنحاز عبد المعين الملوحي إلى الكادحين من أبناء شعبه وهو في ريعان الشباب، فكان وطنياً أصيلاً قل نظيره وبالوقت ذاته أممياً مقداماً ونصيراً لنضال الشعوب ضد قوى الاستعمار والإمبريالية والصهيونية.

لقد تمسك المناضل عبد المعين الملوحي بحلم بناء الاشتراكية وتحقيق العدالة الإنسانية إلى آخر يوم في حياته، وكان حساساً ولكن غضوباً على الاستغلال والمُستغلِين وحمل بحق ثقافة الاحتجاج وسار بها إلى نهاياتها، وقد تجسد ذلك في كل ما كتبه من مقالات وزوايا دورية ثابتة في صحيفة «قاسيون».

وإذا كان كثيرون قد تزعزوا في منتصف الطريق، فإن الملوحي ازداد تشبثاً بالطريق التي سلكها من أجل الدفاع عن الوطن وعن لقمة الشعب. ففي كلمته أمام جمهور غفير من الشيوعيين في دمشق، يوم توقيع «ميثاق شرف الشيوعيين السوريين» بتاريخ 15 آذار 2002، قال: «كنت أتمنى أن أكون أصغركم سناً لأعيش وأكافح كما كافحت من قبل، لا لأني أحب العيش بل لأني أحب النضال...»!

... نعم أيها الشيخ المناضل لم تكن فقط منتجاً للمعرفة ومتميزاً في ميادينها المختلفة، بل كنت أيضاً ورشة حياة بين الناس تعيش همومهم وآلامهم وتكتب من أجلهم وتزرع فيهم حقيقة الانتصار القادم لا محالة، رغم كل ما يحيق بالوطن من مخاطر وصعوبات.

إن حبك للنضال سيحفز أجيال الشباب وهم سيكملون مشوارك من أجل كرامة الوطن والمواطن.

رحلت جسداً وتبقى لنا مثلاً وقدوة!

دمشق 21/3/2006

آخر تعديل على الجمعة, 07 تشرين1/أكتوير 2016 23:13