مشقيتا نموذج للتلاحم الوطني
شهدت بلدة مشقيتا في محافظة اللاذقية يوم الخميس 7/7/2011 تظاهرة وطنية للتأكيد على التلاحم الوطني ونبذ الطائفية والفتن المفتعلة، وخاصة في هذه الفترة العصيبة من التاريخ السوري، حيث تحاك المؤامرات من الداخل والخارج، ومن المخربين وبعض المنتفعين من الأزمة في السلطة نفسها ضد أمن واستقرار ومتانة الصف السوري ووحدته الوطنية.
وقد أُنشِدت في التظاهرة الأغاني الوطنية لفيروز ومارسيل خليفة، وارتفعت الهتافات والشعارات الوطنية الجادة مثل (لا سلفية ولا إخوان، بدنا تحرير الجولان) و (واحد واحد واحد الشعب السوري واحد). وعلى هامش هذه التظاهرة التقت «قاسيون» بعض المنظمين والداعين لها، وبعض المواطنين المشاركين فيها، وكان لنا منهم هذه التصريحات:
ـ أحد المنظمين لهذه التظاهرة قال: «الهدف الأساسي من هذه التظاهرة هو إثبات الألفة والأخوّة والتماهي بين مختلف أطياف الشعب السوري الذي يحاول البعض أن يوهمنا أن هناك فوالق طائفية ودينية تفتت الوحدة الوطنية الداخلية، والهدف الثاني والأسمى هو خلق ثقافة جديدة في الشارع السوري هي ثقافة التعامل الحضاري في الشارع نفسه، من حيث طرح المطالب والتحاور مع الآخر وقبول الاختلاف واحترام الرأي، وتقليل الهوة وصولاً إلى ردمها نهائياً للوصول إلى نقاط مشتركة بين وجهات النظر المختلفة».
ـ أحد المواطنين المشاركين قال: «تم التحضير لهذه التظاهرة من الأهالي والفعاليات في البلدة، بدعوة جميع ألوان الأطياف الاجتماعية والسياسية والدينية، تأييداً لبرنامج الإصلاح الذي يقوده رئيس الجمهورية وتأكيداً على التلاحم الوطني بين جميع فئات الشعب السوري، ورفضاً لكل المؤامرات التي تتعرض لها سورية، ورفضاً لكل الدعوات التكفيرية والسلفية التي تتعرض لها. وكانت هناك مشاركة كبيرة وجموع غفيرة من مناطق مختلفة ومن القرى المجاورة لبلدة مشقيتا، بالإضافة لبعض الفعاليات من جامعة تشرين. وهنا أريد أن أقول إن المؤامرات ليست بجديدة على سورية، وإنما هذه المؤامرة جديدة بنوعيتها وفي أطرافها الداخلية والخارجية، وأدواتها، وأسلوب إدارتها وتأجيجها. نحن بالتأكيد بحاجة إلى الإصلاحات، ونحن مع الإصلاح، ونأمل أن تكون هناك سورية جديدة بكل ألوانها وبكل فعالياتها الاجتماعية والسياسية والديمقراطية، ونأمل أن تكون هذه الـ(سورية) الجديدة التي يشارك فيها، من خلال الحوارات الوطنية، جميع أبناء الشعب السوري، ممن يريدون المشاركة في بناء سورية الحديثة».
ـ أحد أعضاء المجلس البلدي في مشقيتا قال: «التظاهرة ضمت كافة الفعاليات والشباب من كافة الأطياف المختلفة، يهتفون للتجديد والتغيير والتطوير، وستكون سورية عند خروجها من هذه الأزمة حديثة بكل شيء. فبتشارك كافة الجماهير وتكاتفها سنبني سورية يداً بيد، سورية الحديثة القوية المنيعة. نتمنى لسورية دائماً أن تكون متماسكة قوية، ونطمح دائماً للأفضل والأحسن، وستكون سورية نموذجاً لكثير من الدول».
ها هي ذي مشقيتا أو (مسقيتا: أي الأرض التي سقتها الآلهة) مفعمة بالروح الوطنية وحب الوطن، تعيش الحلم والأمل ببناء وطن جديد ديمقراطي حر، نظيف من الفاسدين والمفسدين، وذي اقتصاد متين لمواجهة كل المخططات والمتآمرين.